الفصل الثالث
في البناء على
القبور
إعلم أنّ البناء على قبور الإنبياء
والعباد المصطفين تعظيمٌ لشعائرالله ، وهو من تقوى القلوب ، ومن السنن الحسنة.
حيث إنّه احترامٌ لصاحب القبر ، وباعثٌ
على زيارته ، وعلى عبادة الله عزّ وجلّ ـ بالصلاة والقراءة والذكر وغيرها ـ عنده ،
وملجأٌ للزائرين والغرباء والمساكين والتالين والمصّلين.
بل هو إعلاء لشأن الدين.
* وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر
من عمل بها » .
وقد بني على مراقد الأنبياء قبل ظهور الإسلام وبعده ، فلم ينكره
النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا أحدٌ
من الصحابة والخلفاء ، كالقباب المبنيّة على قبر دانيال عليهالسلام في شوشتر ، وهود وصالح ويونس وذي الكفل عليهمالسلام ، والأنبياء في بيت المقدس وما يليها ،
كالجبل الذي دفن فيه موسى عليهالسلام
، وبلد الخليل مدفن سيّدنا إبراهيم عليهالسلام.