وأمّا زيارة القبور والتمسّح بها
وتقبيلها والتبرّك بها ، فليس من ذلك في شيء كما هو واضحُ ، بل ليس فيها شيء من
الخضوع فضلاً عن كونها غاية الخضوع.
مع أنّ مطلق الخضوع ـ كما عرفت ـ ليس
بعبادة ، وإلاّ لكان جميع الناس مشركين حتّى الوهّابيّين! فإنّهم يخضعون للرؤساء
والأمراء والكبراء بعض الخضوع ، ويخضع الأبناء للآباء ، والخدم للمخدومين ، والعبيد
للموالي ، وكلّ طبقة من طبقات الناس للّتي فوقها ، فيخضعون إليهم بعض الخضوع ، ويتواضعون
لهم بعض التواضع.
هذا ، وقد قال الله عزّ من قائل في
تعليم الحكمة : ( واخفض لهما جناح الذّلّ من الرحمة
).
أترى الله حين أمر بالخضوع للوالدين أمر
بعبادتمها؟!
ويقول سبحانه : ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيِّ ولا
تجْهَروا له بالقول ... ) إلى آخرها.
أليس هذا خصوعاً وتواضعاً؟!
أترى الله سبحانه أمر بعبادة نبيّة؟!
أوليس التواضع من الأخلاق الجميلة
الزكيّة ، وهو متضمّن لشيء من الخضوع لا محالة؟!
أوترى الله نهى يصنع بأنبيائه وأوليائه
نظير ما أمر أن يصنع بسائر المسلمين من التواضع والخضوع؟!
وقد كان الصحابة يتواضعون للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ،