الجنرال في الشام ـ ثانية ، للتحقّق من مبلغ
صدق تلك الإشاعات ، فإذا بها صحيحة في جملتها!
لم تمنع الحكومة الإيرانية رعاياها من
السفر إلى الحجاز لأنّ حكومته وهّابيّة فحسب ، ولكنّ الإيرانيّين ألفوا في الحجّ
والزيارة شؤوناً يعتقدون أنها من مستلزمات أداء ذلك الركن ، ويشاركهم في ذلك جمهور
المسلمين من غير الوّهابيّين ، كزيارة مشاهد أهل البيت ، والاستمداد من نفحاتهم ، وزيارة
مسجد منسوب للإمام عليٍّ عليهالسلام.
وقد قضى الوهابيّ على تلك الآثار جملةً
، وقضى رجاله ـ وكلّ فرد منهم حكومة قائمة ـ على الحرّية المذهبيّة.
فمن قرأ الفاتحة على مشهد من المشاهد ، جلد.
ومن دخّن سيجارة أو نرجيلة ، أهين وضرب
وزجّ في السجن ، في الوقت الذي تحصّل فيه إدارة الجمارك الحجازيّة رسوماً على
واردات البلاد من الدخان والتمباك.
ومن استنجد بالرسول المجتبى عليه صلوات
الله وسلامه بقوله : (يا رسول الله) عدّ مشركاً.
ومن أقسم بالنبيّ أو بآله ، عدّ خارجاً
عن سياج الملّة.
وما حادثة السيد أحمد الشريف السنوسيّ ـ وهو علم من