زخارف دار العامة :
ان فخامة الزخارف التي وجدت في غرف القصر وقاعاته قلما يوجد مثلها. فقد زينت معظم جدران القاعات والغرف بزخارف جصية ، اما جدران غرفة العرش فقد كانت زخارفها من الرخام المنحوت. ولوحظ ان جدران بعض الغرف مكسوة بالبلاط الرخامي. وكانت الاجزاء العليا من جدران غرف الحريم تغطيها لوحات جدارية لصور الأشخاص والحيوانات ، وقد عثر على اجزاء من تلك اللوحات.
وكانت جميع الأجزاء الخشبية كالابواب والدعامات والسقوف من خشب الصاج المنحوت والمدهون ، وبعضه مذهب ، وقد عثر على كسر صغيرة من البرنز المذهب. كما وجدت كتابات محفورة على الخشب ، وعلى قسم منها اسماء صانعيها من الحرفيين بعضها بالعربية وبعضها بالسريانية او اليونانية (١).
٢ ـ الجوسق الخاقاني :
عند ما ارتحل المعتصم بالله من القاطول الى سر من رأى وقف في الموضع الذي فيه دار العامة وكان فيه دير للنصارى فاشترى الأرض من أهل الدير واختط فيها ، ثم صار الى موضع قصر الجوسق على دجلة وبنى هناك عدة قصور (٢). ويستدل من هذا ان دار العامة بنيت على ارض الدير ، ثم بني قصر الجوسق في موضع آخر على شاطىء دجلة. اي ان دار العامة والجوسق الخاقاني قصران مختلفان. الا ان الآثاري كريزويل استاذ العمارة الاسلامية في
__________________
(٣١) Creswell ,Ibid ,P : ٥٦٢ ـ ٦٦٢.
(٣٢) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٣.