اواخر سنة (٢٢٢ ه). وهذه الاطلال تحيط بالمدينة الحالية من جميع جهاتها ، وتمتد على طول نهر دجلة ابتداء من صدر نهر الرصاصي شمالا حتى فم نهر القائم جنوبا. ويبلغ طولها نحوا من اربعة وثلاثين كيلومترا ، تقع ثمانية منها جنوبي المدينة الحالية وتقع البقية شماليها. ويظهر هذا الامتداد الهائل لاطلال المدينة القديمة مدى سعتها وامتداد عمرانها عند ما كانت «المدينة الثانية من مدن خلفاء بني هاشم» وعاصمة الدولة العربية. وقد اصاب القزويني عند ما وصفها بانها «اعظم بلاد الله بناء واهلا .. ولم يكن في الأرض احسن ولا اجمل ولا اوسع ملكا منها» (١). الا ان تلك المدينة الواسعة المزدهرة التي قامت خلال فترة قصيرة ، اسرع اليها الخراب بعد ان هجرت ، ولم يبق من آثارها شاخصا اليوم. اي بعد ما يزيد على احد عشر قرنا ، سوى القليل من بقايا المباني التي لا تزال قائمة تتحدى الزمن.
ويتوزع القسم المهم من الأطلال المذكورة شمالي المدينة الحالية وجنوبيها. حيث تقوم في الشمال الملوية وبقايا المسجد الجامع الكبير ودار الخليفة وباب العامة وجامع ابي دلف. وتقوم في الجنوب بقايا قصر بلكوارا واطلال المدينة التي بناها المعتصم بالله على القاطول.
ولما كانت سامرا قد توسعت ايام ازدهارها الى الجهة الغربية من نهر دجلة فان المنطقة الممتدة بين نهر دجلة ونهر الاسحاقي كانت بمثابة حدائق المدينة الكبيرة ، وقد عمرت بالبساتين والجنائن والقصور ، ولكن لم يبق شاخصا من مبانيها سوى بقايا قصر المعشوق وقبة الصليبية وقصر الجص.
ويضاف الى الاطلال المشار اليها من بقايا مدينة سامرا القديمة ملحقان مهمان من جهتها الجنوبية هما بقايا القادسية الواقعة بين
__________________
(١٢٢) آثار البلاد واخبار العباد / ٢٥٨.