الباب الخامس
العلويون وخلفاء سامرا
الفصل الأول
خلفاء سامرا والعلويون
كانت علاقة العلويين تتسم بالخلاف والتوتر مع خلفاء بني العباس ، ولم يدخروا وسعا في الخروج كلما سنحت لهم الفرصة. الا ان الخليفة المأمون حاول ان يتقرب اليهم ويحسن معاملتهم ليكسب ولاءهم. وقد زوج بنته من الامام الرضا وعهد اليه بالخلافة من بعده ، كما زوج بنته الثانية من الامام محمد الجواد. وعند ما اوصى لأخيه ابى اسحاق اكد عليه بأن يرعى العلويين ويحسن معاملتهم. ولما تولى المعتصم بالله الخلافة انتهج سياسة اخيه المأمون في التسامح مع العلويين التزاما بوصيته اليه ، وقد جاء فيها «وهؤلاء بنوعمك من ولد امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضى الله عنه ، فأحسن صحبتهم ، وتجاوز عن مسيئهم ، واقبل من محسنهم ، ولا تغفل صلاتهم في كل سنة عند محلها ، فان حقوقهم تجب من وجوه شتى» (١). ولكي يدلل المعتصم
__________________
(١) الطبري ٨ / ٦٥٠ ، والكامل ٦ / ٤٣١.