وأم المعتز بالله اللتين عرفتا باحتواء الاموال والاسراف في الانفاق والامعان في حياة الترف.
اتفق الطبري والمسعودي على وصف المهتدي بالله بانه كان رحب الجبهة اجلح ، جهم الوجه ، اشهل عظيم البطن ، عريض المنكبين ، قصير القامة ، طويل اللحية (١). ويقول الخطيب البغدادي انه كان اسمر رقيقا ، حسن اللحية ، اشيب ، حسن العينين (٢).
وقد اختلف المهتدي عن اسلافه من خلفاء بني العباس في سلوكه وسياسته في الحكم. اذ كان ، كما يقول الخطيب البغدادي ، من احسن الخلفاء مذهبا واجلهم طريقة ، واظهرهم ورعا ، واكثرهم عبادة (٣). ويضيف السيوطي انه كان عادلا قويا في امر الله ، وبطلا شجاعا ، ولم يزل صائما منذ ان ولي الخلافة الى ان قتل (٤). وكان يحاول ان يكون في بني العباس مثل عمر بن عبد العزيز في بني امية ، وكان يقول انه غار على بني هاشم فاخذ نفسه بهذه السيرة. وقد وجد له سفط فيه جبة صوف وكساء ، وكان يلبس ذلك في الليل ويصلي فيه(٥).
امر المهتدي بالله باخراج القيان والمغنين من حاضرة الخلافة سامرا ونفيهم الى بغداد ، وامر بقتل السباع التي كانت بدار
__________________
(١٠) نفس المصدر / ٤٦٩ ، والتنبيه والاشراف / ٣١٨.
(١١) تاريخ بغداد ٣ / ٣٤٨.
(١٢) نفس المصدر ، والكامل ٧ / ٢٣٣.
(١٣) تاريخ الخلفاء / ٣٦١.
(١٤) تاريخ بغداد ٣ / ٣٥٠ ، والكامل ٧ / ٢٣٤ ، وخلاصة الذهب المسبوك / ٢٣٠.