نهر كأن الماء في حجراته |
|
افرند متن الصارم المتألق |
لقد بنى المعتز هذا القصر ولم يدخر وسعا في الانفاق عليه بحيث تكامل حسنه. فقد كان كالقلعة البيضاء وسط ساحة خضراء تكتنفها الاشجار الخضراء والوان الورود. وكان واسع الارجاء قريبا في موقعه.
وكان هناك قصر بديع يقع على ضفة القاطول الاعلى في الناحية الثمالية الغربية من ساحة الحير ، يعرف بقصر الدكة. وقد عين الطبري موقع هذا القصر في معرض كلامه في حادث مقتل القائد صالح بن وصيف في سنة ٢٥٦ ه فيقول ان الناس اجتمعوا و «تهايجوا من دار امير المؤمنين ، فركبوا في السلاح ، واخذوا في الحير حتى اجتمعوا ما بين الدكة وظهر المسجد الجامع». (١) ويرجح الدكتور احمد سوسه ان قصر الدكة هذا هو نفسه القصر المعروف بقصر الساج. ودليله على ذلك ان البحتري لما وصف قصر الساج في قصيدته آنفة الذكر اشار في اواخرها الى نهر كان يبدأ من قرب القصر الجعفري وينتهي عنده ، اي ان النهر يوصل بين القصرين المذكورين ، وذلك بقوله :
الحقه يا خير الورى بمسيره |
|
وامدد فضول عبابه المتدفق |
فاذا بلغت به البديع فانما |
|
انزلت دجلة في فناء الجوسق |
ان وصف البحتري بانه قصر تكامل في حسنه وهو كالقلعة البيضاء يحيط بها البحر ، وان المعتز بالله وصل بينه وبين الجعفري
__________________
(١٩) الطبري ٩ / ٤٥١.