من الأتراك ، فدخلوا الجوسق واستخرجوه وقتلوه مع كاتبه شجاع بن القاسم (١). ولما قتل باغا التركي حاصر اتباعه من الجند والقواد الموالين له في قصر الجوسق ايضا. وعلم المستعين بالله باجتماعهم فرك القصر منحدرا مع بعض قواد وافراد حاشيته الى بغداد (٢).
ونزل الخليفة في بغداد على محمد بن عبد الله بن طاهر في داره. ثم انتقل منها الى دار رزق الخادم في الرصافة. ولما تنازل عن الخلافة وبايع المعتز بالله نقل هو وعياله وولده وجواريه من الدار المذكورة الى قصر الحسن بن سهل بالمخرم ، وانزلوا فيها جميعا (٣).
لقد ظلت شؤون سامرا ومرافقها العمرانية مهملة طيلة خلافة المستعين بالله ، لأنه قضى ما يقارب الثلاث سنوات من حكمه في سامرا في صراع مستمر مع الاتراك مما اضطره على الانتقال الى بغداد ، ثم قيام الحرب بين بغداد وسامرا ، ولذا لم تتح له الفرصة للقيام باي عمل عمراني يذكر في سامرا.
٣ ـ المعتز بالله :
اما المعتز بالله الذي بايعه الاتراك الذين ظلموا في سامرا وفشلوا في اقناع المستعين بالله بالعودة اليها ، فقد كان ينزل في قصر الجوسق اول امره. وقد اضاف اليه جناحا خاصا لسكناه احسن عمارته وريازته. وقد ذكر الشابشتي ان المعتز بالله بنى في الجوسق بيتا قدرته له امه ومثلث حيطانه وسقوفه ، فكان احسن بيت رئي ، ولما انتهى منه دعا المعتز بالله حاشيته اليه فقضوا
__________________
(٩) الطبري ٩ / ٢٦٤ ، والكامل ٧ / ١٢٣.
(١٠) الطبري ٩ / ٢٨٠.
(١١) الطبري ٩ / ٣٤٨.