ملك اذ بنيت لنفسي مدينة سكنتها» (١). واقام فيه احتفالا جمع فيه القراء ، واحضر اصحاب الملاهي ، ووهبهم اكثر من الفي الف درهم (٢).
وامر الخليفة بان تنقل دواوين الدولة من سامرا الى الجعفرية ، فنقل ديوان الخراج وديوان الضياع وديوان الزمام وديوان الجند والشاكرية وديوان الموالي والغلمان وديوان البريد ، وجميع الدواوين الاخرى (٣). ومن الطبيعي ان ينتقل الى العاصمة الجديدة حاشية الخليفة وندماؤه ومستشاروه ، ورجال الدولة وموظفوها ، وكل من له علاقة بمؤسساتها ودواوينها المختلفة. كما انتقل اليها العديد من الناس اقتداء بالخليفة ورغبة في التجديد. ويقول ياقوت الحموي : «ولما انتقل المتوكل من سامراء الى الجعفرية انتقل معه عامة اهل سامراء حتى كادت تخلو ، فقال في ذلك ابو علي البصير هذه الأبيات» (٤) ، منها قوله :
ان الحقيقة غير ما يتوهم |
|
فاختر لنفسك أي امر تعزم |
أتكون في القوم الذين تأخروا |
|
عن خطهم ام في الذين تقدموا |
لا تقعدن تلوم نفسك ، حين لا |
|
يجدي عليك تلوم وتندم |
أضحت قفارا سر من را ما بها |
|
الا لمنقطع به متلوم |
تبكي بظاهر وحشة وكأنها |
|
ان لم تكن تبكي بعين تسجم |
رحل الامام فاصبحت ، وكانها |
|
عرصات مكة حين يمضي الموسم |
__________________
(١٨) نفس المصدر / ٢٦٧.
(١٩) الطبري ٩ / ٢١٢ ، والكامل ٧ / ٨٧.
(٢٠) كتاب البلدان / ٢٦٧.
(٢١) معجم البلدان ٢ / ١٤٣ ـ ١٤٤.