(دور شروكين) قد اتبع فيهما الاسلوب الأخير. ويقول هيرودوتس عن برج بابل «ان حارة الاله (جوبتر ـ بعل) المقدسة فناء مربع طول كل ضلع من اضلاعه نصف الميل ، ذو ابواب من البرنز الصلد ، كانت ما تزال باقية في زمني. ويقع وسط ذلك الفناء او الساحة برج ذو بناء صلد طوله ٨ / ١ الميل وعرضه ٨ / ١ الميل ايضا ، اقيم فوقه برج ثان وعلى هذا برج ثالث ، وهكذا الى البرج الثامن الأعلى. وكان الصعود الى القمة من الخارج بواسطة سلم يدور حول جميع الابراج ، وعند ما يبلغ المرء منتصف المسافة في صعوده فانه يجد موضعا للاستراحة ، حيث اعتاد الناس الجلوس بعض الوقت وهم في طريق ارتقائهم الى القمة» (١).
اما زقورة خرسباد (دور شروكين) فقد كشفت منذ ما يزيد على مائة عام على يد الباحث الفرنسي فكتور بلاس ـ Victor Place الذي عثر على ثلاث طوابق وبقايا طابق رابع ، ولم يجد الزقورة اسطوانية كما كان يتوقع بل وجدها مربعة الشكل طول ضلعها ١٠ ر ٤٣ مترا ، ولها سلم يبدأ من الزواية الجنوبية ويستمر على طول الواجهة ويلتف عند الزاوية ، ثم يرتفع مارا بالزوايا على التوالي حتى يجد الصاعد نفسه في الطابق الأول فوق النقطة التي بدأ بالصعود منها ولكن على ارتفاع ١٠ ر ٦ متر ، ويستمر السلم بالدوران حول البرج بعكس اتجاه دوران عقرب الساعة ـ كما في ملوية سامرا ـ حتى يتم صعود الطوابق الثلاثة بارتفاع ١٠ ر ٦ متر لكل منها (٢). ويقول المهندس المعماري الهولندي بوسنك ـ Busink احد المختصين بالموضوع ان الزقورة المذكورة تتألف من خمسة طوابق فقط ، وفي الطابق الخامس معبد الاله آشور ، والوصول الى هذا الطابق لم
__________________
(٨٨) مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة / ٥٧٠.
(٨٩) Creswell ,F.M.A.P : ٩٧٢