الا انها تأخذ في الداخل هيئة شبابيك جميلة. ويتألف كل واحد من هذه الشبابيك من دخلة مستطيلة الشكل يظهر داخلها عمودان من الآجر يحملان طاقا مكونا من خمس حنايا. وكان عدد هذه النوافذ (٢٤) نافذة ، اثنتان منها تقعان فوق البابين الذين على جانبي المحراب. ويحيط بكل نافذة اطار مستطيل ارتفاعه (٥ ر ٢ م) وعرضه (٩٠ ر ١ م). وهناك شباكان آخر ان في جنوبي كل من الضلعين الشرقي والغربي. بحيث يصبح مجموع النوافذ (٢٨) نافذة ، ويظهر ان الشبابيك الاربعة فتحت في وقت متأخر عن وقت البناء(١).
وقد عثر هرزفيلد في اثناء تنقيباته على نوعين من الزجاج يتألف النوع الأول من بقايا الواح زجاجية سميكة بيّن انها كانت تستخدم لهذه النوافذ ، والنوع الآخر قطع صغيرة مثلثة الشكل استخدمت لملء الحافات. ومما لفت نظره انه لم يجد هناك اية علاقة تذكر بين صف النوافذ وترتيب الابراج ، بل ان النوافذ جميعها متناسقة مع الاروقة الشمالية والجنوبية للحرم وتقع على محاورها (٢).
الاسوار الخارجية للجامع :
يستدل من الحفريات التي اجريت في منطقة الجامع ومن الصور الجوية التي اخذت لها ، انه كان يحيط بالجامع سور عظيم من الاجر من جوانبه الشرقية والغربية والشمالية. ويحيط بهذا السور من الجوانب الاربعة سور كبير آخر يفصله عن السور الأول فضاء مكشوف عظيم الاتساع في جهاته الجنوبية والشرقية والغربية ، ويضيق في الجهة الشمالية ، يبلغ طوله (٤٤٤) مترا ،
__________________
(٧٦) مجلة سومر ـ العددان ١ و ٢ لسنة ١٩٦٩ / ١٤٩.
(٧٧) العمارة العباسية / ١٤١ ـ ١٤٢.