واهب بن سوار الجرمي ، قال : ثنا أنيس بن سوار الجرمي ، عن أيّوب ، عن أبي قلابة ، عن خالد بن اللجلاج ، عن عبد الله بن عبّاس ، أنّه حدّثه أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ خرج يوما على أصحابه مستبشرا ، يعرفون البشر فيه ، فقال لهم : «إنّ ربّي أتاني اللّيلة في أحسن صورة ، فقال لي : يا محمّد. فقلت : لبّيك ربّي وسعديك ، فقال : هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت : لا أدري أي ربّ ، فوضع يده على كتفي ، فوجدت بردها بين ثديي ، فعلمت ما في السّموات والأرض ، فقال : يا محمّد. فقلت : لبيك وسعديك ، قال : هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت : نعم يا ربّ ، في الكفّارات. والكفارات : المشي على الأقدام إلى الجمعات ، وجلوسا في المساجد بعد الصّلوات ، وبلوغ الوضوء أماكنه على المكروه ، فقال : صدقت يا محمّد! فمن فعل ذلك عاش بخير ، ومات بخير ، و [خرج](١) من خطيئته مثل يوم ولدته أمّه ، وإذا صلّيت يا محمّد ، فقل : اللهمّ إني أسألك الطّيّبات ، وترك المنكرات ، وحبّ المساكين ، وأن يتب عليّ ، وإذا أردت بعبادك فتنة أن تقبضني إليك وأنا غير مفتون ، والدّرجات ، قال : الصّوم ، وطيب الكلام ، والصّلاة باللّيل والنّاس نيام».
(٦٢٣) حدّثنا ابن الجارود (٢) ، قال : ثنا أبو شيبان (٣) ، قال : ثنا معاوية بطوله ، وفي كتابي عن ابن رسته بعض الحديث ، وقد كتبت ، وذكر الحديث.
(٦٢٤) وحدّثنا محمد بن عبد الله بن رسته ، قال : ثنا معاوية ، قال : ثنا
__________________
ـ المذكور عند ابن أبي عاصم ، وله شاهد من حديث معاذ ، وعبد الرحمن بن عائش عند الترمذي ، وابن أبي عاصم.
(١) جاء في الأصل : كان ، والتصويب من مقتضى السياق.
(٢) هو أحمد بن علي بن الجارود. سيأتي برقم ٤٩٢.
(٣) لم أعرفه.