(٢٨) وأخبرنا حامد بن شعيب ، قال : ثنا سريج بن يونس ، قال : ثنا ابن عليه ، عن ابن عون عن أبي رملة ، عن مخنف بن سليم أنّ النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال بعرفة :
«يا أيّها النّاس ، إن على كل أهل بيت أضحية وعتيرة».
__________________
ـ والعتيرة» ، وقال أيضا تحت ترجمة حبيب بن مخنف : حديثه عند عبد الكريم بن أبي المخارق لا يصح ، وذكر أيضا عن عبد الرزاق أنّه قال : لا أدري أعن أبيه أم لا؟ قلت : رجح ابن حجر في «الإصابة» ١ / ٣٠٩ عن أبيه بقوله : «والصواب ما رواه عبد الرزاق وغيره عن حبيب بن مخنف عن أبيه» ، وهكذا ذكره في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٣ ، وحديث مخنف هذا ذكره ابن حجر في «الفتح» ١٢ / ١٥ ط ـ ح وقال : ضعفه الخطابي ، ولكنه حسنّه الترمذي ، وجاء من وجه آخر عن عبد الكريم عن حبيب بن مخنف عن أبيه نحوه. «قلت : طريق حبيب عن أبيه أيضا ضعيف ، فيه عبد الكريم بن أبي المخارق ، وهو ضعيف كما في «التقريب» ص ٢١٧.
فالخلاصة : أنّ الحديث ضعيف. ضعفه الخطابي ، كما تقدم قوله ، وقول ابن عبد البر أنه لا يصح. وذكر الزيلعي أيضا في «نصب الراية» ٤ / ٢٠٨ قول عبد الحق فيه أنه قال : إسناده ضعيف ، وقال : علته الجهل بحال أبي رملة ، وقال ابن الجوزي : «وهذا متروك الظاهر ، إذ لا يسن العتيرة أصلا» انتهى.
وذكر الشوكاني في «نيل الأوطار» ٥ / ١٥٧ قول أبي بكر المعافري أن حديث مخنف بن سليم لا يحتج به «وله شاهد عند البيهقي في «سننه» ٩ / ٣٦٠ عن وفد قدموا على النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ نحوه ، ولكن في «مسنده» مبهمان» والله أعلم.
تراجم الرواة :
حامد بن شعيب : هو حامد بن محمد بن شعيب بن زهير أبو العباس البلخي ، ثقة ، روى عن سريج بن يونس ، مات سنة تسع وثلاثمائة.
انظر «تاريخ بغداد» ٨ / ١٦٩.
سريج بن يونس : هو ابن إبراهيم البغدادي أبو الحارث العابد. ثقة ، مات سنة ٢٣٥ ه.
انظر «التهذيب» ٣ / ٤٥٧ ، «والتقريب» ص ١١٧.
ابن علية : هو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي ، مولاهم أبو بشر البصري المعروف بابن علية ، ريحانة الفقهاء ، وسيد المحدثين ، ثقة حافظ. توفي سنة ١٩٤ ه.
انظر المصدرين السابقين ١ / ٢٧٩ و ٣٢.
بقية الرواة تقدموا في السند قبله. تقدم تخريجه.