حدثنا محمد بن عمر بن حفص ، قال : ثنا اسحاق بن إبراهيم شاذان ، قال : ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : ثني النهاس بن قهم القيسي ، عن القاسم بن عوف ، عن أبيه (١) ، أو عن رجل ، عن السائب (٢) بن الأقرع ، قال : نبّىء عمر بن الخطاب (٣) بزحف لم يزحف بمثله قط ، زحف لهم أهل أصبهان ، وأهل ماه ، وأهل همذان ، وأهل الري ، وأهل قومس ، وأهل آذربيجان ، وأهل نهاوند ، قال : فجاء الخبر إلى عمر بن الخطاب ، فجمع الناس ، وحمد الله ، وأثنى عليه ، وقال : إنه قد زحف للمسلمين زحف لم يزحف لهم بمثله قط ، فقوموا فتكلموا وأوجزوا ولا تطنبوا ، فتفشغ (٤) بنا الأمور ، فلا ندري بأيها نأخذ.
(قال) (٥) : فقام طلحة (٦) بن عبيد الله ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فهذا يوم له ما بعده من الأيام ، وأنت يا أمير المؤمنين أفضلنا رأيا ، وأعلمنا ، ثم سكت. ثم قام الزبير (٧) بن العوام ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، وتكلم بنحو من كلام صاحبه ، ثم جلس. ثم قام عثمان (٨) بن عفان ،
__________________
(١) جاء عند خليفة بن خياط العصفري بدون ـ أو ـ الشك : يعني : عن أبيه ، عن رجل ، وجاء عند البلاذري بدون عن رجل ، ولكن أتى بالشك في السائب بن الأقرع ، أو عمر بن السائب ، فقال : «عن القاسم بن عوف ، عن أبيه عن السائب بن الأقرع ، أو عن عمر بن السائب ، عن أبيه». فورد الشك من محمد بن الأنصاري في السائب أو عمر بن السائب عن أبيه. انظر «تاريخ خليفة بن خياط» ص ١٤٧ ، «وفتوح البلدان» ص ٣٠٢.
(٢) السائب بن الأقرع بن عوف الثقفي : مسح النبي صلىاللهعليهوسلم رأسه. ترجم له المؤلف. انظر (ت ١٧).
(٣) في الأصل (زحف) بدون الباء الموحدة ، والتصويب من أ ـ ه.
(٤) ذكر ابن فارس بأن الفاء والشين والغين : أصل. يدل على الانتشار. يقال : انفشغ الشيء وتفشغ ، إذا انتشر ، انظر «معجم مقاييس اللغة» ٤ / ٥٠٥.
(٥) بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» ١ / ١٩.
(٦) هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن معد يكرب ... التيمي أبو محمد المدني ، أحد العشرة ، مشهور ، واستشهد يوم الجمل سنة ست وثلاثين وهو ابن ثلاث وستين. انظر «الإصابة» ٢ / ٢٢٩ ، «والتهذيب» ٥ / ٢٠ ، «والتقريب» ص ١٥٧.
(٧) تقدم قريبا.
(٨) هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية ... الأموي أمير المؤمنين ، ذو النورين ، أحد السابقين ـ