وولى ابنه الوليد بن عبد الملك ومحمد بن مروان على ولايته فما زال كذلك إلى أن عزله الوليد بن عبد الملك في سنة تسعين. وولى مكانه أخاه مسلمة بن عبد الملك.
فدخل مسلمة حرّان وكان محمد بن مروان يتعمم للخطبة ؛ فأتاه آت فقال : هذا مسلمة على المنبر يخطب! فقال محمد : هكذا تكون الساعة بغتة! وارتعدت يده ، فسقطت المرآة من يده ؛ فقام ابنه إلى السيف فقال : مه يابني ؛ ولاني أخي وولاه أخوه.
وكان أكثر مقام مسلمة بالناعورة ، وبنى فيها قصرا بالحجر الأسود الصلد ، وحصنا بقي منه برج إلى زماننا هذا (١).
وكان عبد الملك بن مروان يقول للوليد : كأنني ـ لو قد متّ ـ بك قد عزلت أخي وولّيت أخاك.
ومات الوليد بن عبد الملك في سنة ست وتسعين.
وولي سليمان بن عبد الملك فسيّر أخاه مسلمة غازيا إلى القسطنطينية واستخلف مسلمة على عمله خليفة ؛ ورابط فيها سليمان بمرج دابق إلى أن مات به سنة تسع وتسعين.
وولي عمر بن عبد العزيز بن مروان ، فكان أكثر مقامه بخناصرة الأحصّ. وولى من قبله على قنسرين هلال بن عبد الأعلى. ثم ولى أيضا عليها الوليد بن هشام المعيطي على الجند ، والفرات بن مسلم على خراجها.
__________________
(١) لمزيد من المعلومات حول الناعورة انظر بغية الطلب ج ١ ص ٦٤.