وقيل : إنّ مؤذن مسجد عزاز كان حارسا بالقلعة ، فحرس ونام على برج المسجد بالقلعة ، فلما جاءت الزّلزلة ألقته على كتف الخندق وهو نائم لم يعلم بها ، فاجتاز به جماعة فظنّوه ميّتا ، فأخذوا عنه اللّحاف فانتبه وسألهم فأخبروه بما جرى.
وصار شمس الخواصّ مقدّم عسكر حلب ، ومتولّي أقطاع الجند ، وكانت سيرته إذ ذاك صالحة ، وكان لؤلؤ في أوّل أمره مقيما بقلعة حلب لا ينزل منها ويدبّر الأمور ، فكتب إلى السّلطان على سبيل المغالطة يبذل له تسليم حلب والخزائن التي خلّفها رضوان وولده ألب أرسلان ، ويطلب إنفاذ العساكر إليه.
فوصل برسق بن برسق مقدّم الجيوش ومنكوبرس (١) وغيرهم من أمراء السّلطان في سنة تسع وخمسمائة ، فتغيّرت نيّة لؤلؤ الخادم عمّا كان كتب به إلى السّلطان ، وكتب إلى أتابك طغتكين يستصرخه ويستنجده ، ووعده تسليم حلب اليه ، وأن يعوّضه طغتكين من أعمال دمشق ، فبادر إلى ذلك (٢).
ووصل حلب ، والعساكر السّلطانيّة ببالس متوجّهين إلى حلب فرحلوا
__________________
(١) كذا بالأصل وجاء في الكامل لابن الأثير ج ٨ ص ٢٧١ : «برسق بن برسق صاحب همذان ومعه الأمير جيوش بك والأمير كنتغدي».
(٢) لم يذكر ابن القلانسي هذا الخبر لكن أكده ابن الأثير ج ٨ ص ٢٧١ مع المزيد من التفاصيل الهامة.