ولم يبق في أيدي المسلمين في سنة خمس وتسعين إلّا حصن بسرفوث (١) من عمل بني عليم ـ وتسلم دقاق الرّحبة في سنة ست وتسعين وأربعمائة ، وكان المقيم بها زوج آمنة بنت قيماز (٢) ، وكان قيماز من أصحاب كربوقا فمات ، وكانت الرّحبة له ، وكان جناح الدّولة قد خرج إليها فوجد الأمر قد فات ، فعاد ونزل النّقرة وخرج إليه رضوان إلى النقرة واصطلحا ، وأخذه معه إلى ظاهر حلب ، وضرب له خياما ، وأقام في ضيافته عشرة أيام ، ولم يصف قلب أحد منهما لصاحبه.
وسار جناح الدّولة إلى حمص فسيّر الحكيم المنجّم الباطني ثلاثة أعجام من الباطنّية فاغتالوه ، وقد نزل يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر رجب ، لصلاة الجمعة فقتلوه ، وقتلوا بعض أصحابه وقتلوا ، وقيل : إنّ ذلك كان بأمر رضوان ورضاه.
وبقي المنجّم الباطني بعده أربعة وعشرين يوما ومات ، وقام بعده بأمر الدّعوة الباطنيّة بحلب رفيقه أبو طاهر الصّائغ العجميّ.
ووصل صنجيل الفرنجي ونزل حمص بعد قتل جناح الدّولة بثلاثة أيّام ، فسيّرت زوجته خاتون أم الملك رضوان تستدعيه لتسلم إليه حمص ويدفع الفرنج ، فكره المقدّمون ذلك ، وخافوا منه لسوء رأيه فيهم ، وسيّروا
__________________
(١) انظر الأعلاق الخطيرة ـ قسم حلب ـ ج ٢ ص ١٣٨.
(٢) انظر ابن القلانسي ص ٢٢٩.