أخذتها عوضا عن حلب ، وقد عادت إلى ابن أخيك ، فتمضي إلى حلب وتستعيدها منه» ، فقال : «إنّ نوّابكم فرّطوا فأعينوني بمال». فأعانوه على ذلك بمال ، وسيّروه ، وقررّوا ألقابه : «الأجلّ ، الأعزّ ، تاج الأمراء ، عماد الملك ، سيف الخلافة ، عضد الإمامة ، بهاء الدّولة العلوية ، وزعيم جيوشها المستنصريّة ، علم الدّين ذو الفخرين مصطفى أمير المؤمنين».
فعاد معزّ الدّولة إلى حلب ، وجمع قوما من عشيرته ، بعد أن كاتبهم حين وصل إلى حمص ، فأجابوه ، ولقيه أكثرهم بحمص وبعضهم بحماة ، فلمّا نزل معرّة النعمان ، أقام بها ثمانية أيّام ، وضيّق العرب على النّاس ، وكان ذلك في قوّة الشّتاء ، فنزلوا منازل الناس.
وسيّر محمود الشيخ أبا محمّد عبد الله بن محمّد الخفاجي رسولا إلى ملك الرّوم ، يستنجده على عمّه وبقي عندهم إلى أن ملك ثمال حلب ؛ وكتب الخفاجي إلى حلب القصيدة المشهورة :
هذا كتابي عن كمال سلامة (١)
ورحل ثمال ، فنزل حلب محاصرا لابن أخيه محمود ، فأغلق محمود باب حلب في وجهه ؛ وعمل قوم من الأحداث ؛ وفتحوا لمعزّ الدّولة باب قنّسرين.
ودخل أصحابه إلى أن وصلوا درب البنات ، فنزل محمود من القلعة ،
__________________
(١) طبع ديوان ابن سنان الخفاجي في بيروت سنة ١٣١٦ ه وكانت نسخة منه موجودة في المكتبة الظاهرية ، فقدت ولم أستطع الحصول على نسخة أخرى في سورية ، علما أنني وقفت على نسخة موجودة في مكتبة معهد الدراسات الشرقية والأفريقية بلندن.