إلى القلعة ، وتحصّن بها ، وأنفذ إلى مصر رسولا ، فطلب النّجدة والإعانة ، فوصل الأمير ناصر الدّولة أبو علي الحسين ابن الأمير ناصر الدّولة الحسن بن الحسين بن حمدان ـ وهو ولد ناصر الدّولة الذي نازل حلب أوّلا في أيّام معزّ الدّولة ـ وقدم في عسكر ضخم في جيوش المغاربة ، حتى نزل حمص لنصرة أصحاب القلعة ؛ فسارت إليه بنو كلاب وبنو خفاجة ، وكانوا جيرانا لهم بالظّعن ، في خلق كبير.
فرجع ناصر الدّولة بن حمدان إلى بعلبك ، وهمّت بنو كلاب باتّباعه ، فأبى عليهم أسد الدّولة أبو ذؤابة عطيّة بن صالح بن مرداس ، وانحاز عنهم فافترقوا ، ورجعوا إلى قنّسرين.
وأقبل ناصر الدّولة حتى نزل أفامية ، واستدعى من قدر عليه من بني كلاب ، واستحلفهم أربعين يمينا ، وخلع عليهم خلعا فاخرة ، وسار بعد أن استوثق منهم ، فلمّا وصل إلى سرمين أجفلت بنو كلاب ومحمود إلى الشّرق ، وأجفل أحداث حلب منها ؛ وحصلوا مع بني كلاب ، وذلك ليلة الاثنين السّابع من رجب من السنة.
ونزل مكين الدّولة ابن ملهم وأصحابه من القلعة ، فنهبوا المدينة ، وقتلوا من وجدوا من أحداثها ، وعدّتهم أربعون رجلا ، وصلبوا في محال حلب جماعة من القتلى ، ونهبوا كلّ موضع جليل يعرفونه بالمدينة ، وقياسر الوكلاء ، وأموال التجار ، وغير ذلك.
ووصل ناصر الدّولة أبو عليّ الحسين فنزل حلب ، وأراد أن ينهبها ، فقيل