فحصل مع رشيق نحو خمسة آلاف رجل ، فسيّر إليه الحاجب غلامه يمن في عسكر. فخرج إليه رشيق من أنطاكية ، والتقوا بأرتاح (١) ؛ فاستأمن يمن إلى رشيق ؛ ومضى عسكره إلى حلب ، وتوجّه رشيق إلى حلب ، ونازل حلب ، وزحف على باب اليهود ، فخرج إليه بشارة الخادم في جماعة ؛ فقاتل إلى الظهر ؛ وانهزم بشارة ودخل من باب اليهود ؛ ودخلت خيل رشيق خلفه.
واستولى رشيق على المدينة في اليوم الأول من ذي القعدة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة. ونادوا بالأمان للرعية ؛ وقرأوا كتابا مختلقا عن الخليفة بتقليد رشيق أعمال سيف الدولة ؛ وأقام رشيق يقاتل القلعة ثلاثة أشهر وعشرة أيام. وفتح باب الفرج (٢) ؛ ونزل غلمان الحاجب من القلعة فحملوا على أصحاب رشيق ، فهزموهم ، وأخرجوهم من المدينة. فركب رشيق ودخل من باب أنطاكية ، فبلغ إلى القلانسيين ؛ وخرج من باب قنّسرين ، ومضى إلى باب العراق. فنزل غلمان الحاجب ، وخرجوا من باب الفرج وهو الباب الصغير.
ووقع القتال بينهم وبين أصحاب رشيق ، فطعن ابن يزيد الشيباني (٣)
__________________
(١) أرتاح : حصن منيع كان من العواصم من أعمال حلب. معجم البلدان.
(٢) قال ابن العديم : «وكان لحلب باب يقال له باب الفرج إلى جانب حمام القصر ، كان إلى جانبه القصر المشهور الذي يلي قلعة حلب ، فخربه الملك الظاهر» بغية الطلب ج ١ ص ٥٧.
(٣) هو في بغية الطلب ص ٣٦٥٧ «أبو يزيد الشيباني» «وقيل إن أبا يزيد طعن رشيقا فوقع إلى الأرض ، وضربه حسنش الديلمي واحتز رأسه عبد الله التغلبي».