٧ يوليو ـ لبثنا فى الثغر طوال الصبح ننتظر زادا من الماء. ويؤدى التكارنة وعبيدهم ريالا عن كل شخص لقاء هذه الرحلة. ويعلق كل منهم قربته على جانب المركب ، ويحفظون الماء الذى يلزم الريس والنوتية والتجار السواكنية خلال الأيام الثلاثة التى تستغرقها الرحلة فى أزيار كبيرة على مقدم المركب. وقد أوسع النوتية والسواكنية الزنوج ضربا ، وكان هؤلاء يقتتلون على الأماكن فى السفينة. وأقلعنا مساء ثم رسونا بعد أن انتصف الليل عند مدخل خليج سواكن حيث طالعنا برج صغير متهدم. وهنا غادرنا الربان الذى قاد سفينتنا ليقفل عائدا إلى القيف برا.
٨ يوليو ـ أقلعنا بعد الشروق تحدونا ريح مواتية ، وكانت الطريق تتجه شمالا بحذاء الساحل وعلى أربعة أميال منه أو خمسة بين الصخور والشعاب المرجانية. وفى نحو الثالثة بعد الظهر دخلنا خليجا ضيقا جدا ، والسير فيه محفوف بالخطر ويسمونه دجوراتاج. ولا يكاد عرض الخليج فى مدخله يسمح لمركب أيا كان حجمه بالدوران ، ولكن الماء بعيد الغور إلا قرب شاطئه. والبر رملى محصب ينمو فيه بعض الشجر. ثم أقبل السكان البدو ـ وهم من قبيلة الأمرأر ـ يطلبون إتاوتهم ، وهى ذرة قيمتها نحو ريال فرضت على جميع السفن التى تقف بهذا المرسى. وقد باعنا القوم لبنا. ويسمى العرب هذه المرافىء كلها «مراسى». ٩ يوليو ـ أبحرنا عقب الشروق ، والقاعدة المتبعة فى جميع سواحل البحر الأحمر أن تقلع السفن فى هذه الساعة وترسو فى أحد المرافىء بعد الظهر ، وهى قاعدة لا يحيد عنها الملاحون إلا إذا تهيأوا للعبور إلى البر المقابل. وجهل العرب بفنون الملاحة يحملهم على السير بحذر شديد فى هذا البحر الخطر ، وشعورهم بقلة درايتهم وبعدم كفاية مراكبهم يجنبهم الخروج إلى عرض البحر أو التعرض لريح معاكسة. ولا تجد على ظهر المركب الصغير من مراكبهم مقياسا للسرعة أو إبرة من إبر الملاحين ، فإذا وجدت هذه الآلات لم يستعملوها إلا نادرا. وكانت خطة الريس أن يسير بحذاء الساحل حتى يبلغ جيل مكور ، وتلك طريق المراكب السواكنية إبان هبوب الرياح الشمالية ؛ لأن الريح تكون فى العادة مواتية من هذه النقطة للعبور إلى جدة. والمراكب