عشر ساعات ونصف
على الأفل. وكانت ساعتى لسوء الحظ قد تعطلت لتسرب الغبار إليها ، لذلك لا سبيل إلى
حساب الوقت فى مسيرى بالنهار إلا بارتفاع الشمس فى الأفق وبطول النهار. وقد أخطىء
لهذا السبب فى تقدير الزمن الذى قضيته فى السفر من قرية إلى قرية ، ولكن مجموع ما
قطعت فى اليوم كله صحيح فى جملته.
٥ مارس ـ بعد نصف
ساعة بلغنا عقبة فريق ، أعنى حد الجبل بين وادى فريق والوادى الواقع
جنوبيه. وأرسلت دليلى بالبعيرين فوق الجبل ، أما أنا فسلكت طريقا ضيقا للمشاة
يلتزم الجرف الذى يكاد ينحدر انحدارا رأسيا. وبعد ساعة من تركى فريق وصلت إلى معبد
قديم منحوت فى جدار الجبل الصخرى. ولا سبيل إلى هذا المعبد سوى هذا الطريق الخطر ،
وليس هناك أثر لطريق قديم يؤدى إليه. ودخلت من بوابة ضيقة عالية إلى معبد مصرى
صغير منحوت كله فى الصخر ، وكان سليما محتفظا بروائه كأن النحاتين قد نزلوا عنه الساعة
، ويتكون من هيكل طوله عشر خطوات وعرضه سبع وارتفاعه زهاء الاثنتى
عشرة قدما. وفى
داخله أربعة أعمدة ذات تيجان مصرية ، وعلى كل جانب من جانبى الهيكل حجرة لا يصلها
النور إلا من الباب الذى يفتح على الهيكل. وعلى طول جدران الهيكل مدت مقاعد حجرية
واطئة ، وهى ظاهرة غريبة لم أر لها نظيرا فى أى معبد مصرى آخر ، وهناك ثلاث درجات
منخفضة تصعد بك من الهيكل إلى قدس الأقداس. وفى القدس حفرة عميقة للدفن ، وفى
الهيكل أيضا أخرى شبيهة بها وإن صغرت عنها. وجدران الهيكل والقدس تكسوهما التقوش
المألوفة ، ولكن الحجرتين الجانبيتين عاطلتان منها. وقد حول
__________________