كان طعامنا في تلك الليلة عبارة عن قليل من الأرز ولحم من أرجل الضأن التي أحضرته معي من (بنت) ، وقد جهز هذا بواسطة «جلال» ، وعند ما شبعت والثلاثة الآخرون قد أكملوا ما في القدر من طعام ، تناولنا طبق من الحلوى المصنوعة من التمر ، وفي طعام بسيط كهذا كان هناك نقطة واحدة لم نوافق عليها ، وقد اكتشفتها وهي أن (جلال) بدون شك قد وضع كثيرا من الملح في الطعام. كان الملح لونه أسود واللحم قوي ، وكان يقوم بتقطيع اللحم بطريقة همجية ، وعند ما تحدثنا عن الموضوع ذكر لنا أن اتفاقنا مع الجمّالين لا يشمل الطعام ، وهذا على كل حال ، يوضح أنه ليست هناك علاقات ناجحة ، وقد رفضت أن أقبل وجهة نظره عن الموضوع. بعد ذلك وجدنا الحل لهذه الصعوبات وهو أن يقوم كل منا بإعداد الطعام بدوره وإنه لمن المسّلي أن يمزح كل مع الآخر أثناء دوره في إعداد الطعام.
إن النهر هنا يجري ناحية الجنوب وغابات النخيل كثيرة ، والجبال الوعرة تمتد بضعة أميال إلى أسفل حيث الجهة المقابلة أو إلى الشاطئ الغربي.
وفي الجهة المعاكسة لنا أيضا كان النهر ينحدر وكان ينتج عنه تكوّم الحجارة البيضاء الكبيرة التي كانت تلتقي بشكل جميل مع الحشائش الخضراء التي تنمو تحت شجر النخيل على أعلى الجسر. مياه النهر كانت عذبة تصلح للشرب ، ولكن كانت هناك عدة عيون ماء عذبة تختلط مع مياه النهر.
كان في بلدة (ماسكوتان) عناصر قليلة من الفارسيين وسكانها ينقسمون إلى ثلاث فئات : «الفرس» ذو الشعر الطويل ، و «اللاشاريون» بنظراتهم المتوحشة ، و «البلوش» الذين يبدو عليهم القلق. إن الفرس حقيقة قد دخلوا هنا بواسطة «الأمير هوتي». والبلوش هنا هم من قبيلة (الهوت) وهم