«إن المدرسة كانت
ببساطة جانب من غرفة تمتد حتى المسجد والتي كانت حوالي ٦٠ قدما مربعا ، وقد بنيت
ببراعة من الطين ومسقوفة بالحصير أو القش ، وإمام المسجد كان ناظرا للمدرسة ، وكان
يعرف قليلا من اللغة العربية ، وقد ذكر أنه قد تعلمها في مكة. كذلك كان يلم بشيء
من اللغة الفارسية ، أما الدروس فكانت بالبلوشية. وكان معدل حضور الطلبة عشرة طلاب
فقط بعضهم كان يقرأ القرآن. وبناء على طلبي قام أحد الطلبة بقراءة الجزء السابع
عشر منه ، فكانت قراءته جيدة ، ولكنه كالعادة في هذه البلدة كما هو واضح فإنهم لا
يستطيعون إدراك المعنى. وقد قال الإمام : «إذا ما أكمل أحد طلابه حفظ القرآن فإنه
يستلم من والده مبلغ عشرة ريالات. وفي وقت جمع التمر تكون الهدية عبارة عن تمر».
بعد ذلك دخلت
المسجد ورأيت في تجويف الحائط أجزاء من ورق القرآن. كذلك رأيت كتابا مغلفا بقماش
أخضر اللون مطرّزا بالذهب ، وعند ما سألت أحدهم ما هذا؟ قال إنه كتاب «حافظ الشيرازي»
وعند ما طلبت منه أن أراه أخذه بيديه بوقار وأعطاه إلىّ ، وعند ما تاكدت أنه فعلا «حافظ»
قلت له : «لماذا تضع هذا الكتاب الذي يتكلم عن مشروب الخمر ، والحب والفجور هنا»
فبرّر ذلك بلهجة عنيفة وأجاب لا تقل هذا إن هذا الكتاب نظيف من كل هذه الأمور ،
فأين نضعه الآن في غير هذا المكان؟ فأجبت «هذا مسجد بيت الله ويجب ألا يكون به شيء
غير كلام الله وسنة رسوله. هذا الكتاب للشباب والجاهل ، وليس بكتاب ديني. ثم أجاب
بالعكس إن أصل هذا الكتاب كان أصل الدين نفسه وهو غير ما تتصوره. «فالخمر» هو
مشروب لحب الله والحب يدوم من أجل الله». وأخذ يعدّ لي كلمات مختلفة كما رتبت في
كتاب «قاموس ومعاني الكلمات». وسكت لأنه قد يطول الوقت حتى يترك القرآن ويضع «حافظا»
مكانة النبي «محمد».