أولا. بعد ذلك
سنذكر له حاجتنا والصعوبات التي تواجهنا. في صباح اليوم التالي سرنا على الطريق
الرئيسي وعبرنا فجوة في الحائط وصعدنا الانحدار وشوارع قذرة ، وكنا أثناء سيرنا
نشاهد يوميا حميرا تسير نحو البلدة محمّلة بجذور الحشائش ، والآن نجد أن في كل
شارع أو ركن في البلدة ينتشر تبن الأرز وجذور الحشائش أيضا.
إن المنازل في
بلدة (بنت) ، و (فانوش) ، و (ماسكوتان) ، وبلاد أخرى للبلوش قد بنيت بشكل بدائي
حيث تشبه حظائر المواشي في الشتاء ، وهذا يعطيها رائحة سيئة في بعض شهور السنة.
أما تبن الأرز فقد كان قوتا لعصافير الدوري وكان قذرا ومكدسا خلف المنازل بإهمال ،
ولم يكن هناك أي ممرّ معتمد ولكننا صعدنا بحرص إلى منزل «الأمير حاجي» الذي كان
على قمة الجبل ، في منطقة رياح شديدة ، زلقة بسبب هطول الأمطار مؤخرا. وعند وصولنا
إلى غرفة مستطيلة الشكل كان «عبد القادر» و «الأمير حاجي» ورؤساء آخرون في البلدة
يجلسون على الأرض في الغرفة ، وكان هناك سرير طفل يهتز بحبل مصنوع من شعر الغنم
ومزخرف تستلقي به ابنه «الأمير» المحبب ووريثه ، بينما في الجانب الثاني من الغرفة
كان يوجد ما يسمى (بشهارباي) أو مقعد سرير وهذا الذي جلست أنا فيه.
لقد تجمع رجال «الأمير»
ورجالي عند الباب يتكلمون عن عدة أشياء وبكل حرية ، وقد لا حظت الجدران ذات الحائط
الطيني يتدلى منها زجاجات إنجليزية معلقة في شبكة من شعر الجمال ومزخرفة ، وكان
هناك أيضا زهريات من النحاس مليئة بماء الورد من صنع روسيا على ما يبدو لي. ثم كان
لنا حديثا سريعا عن الطرق والتجارة والتعليم وعن الروس والأفغانيين الذين صنعوا
لأنفسهم اسم فظيع هنا. وكنت دائما أسأل لأتنبأ إلى متى سيعيش الشاه. ثم لا حظت
وجود غليون متواضع كان قد وضع على إناء إنجليزي للخمر وكنت أستعمله بغير أن يراه
أحد حتى لا أوقع