متخصصون في اللغة
العربية ، ولكنهم لم يستطيعوا قراءة أي كتاب عربي إلا كتاب القرآن. لقد حيرنا آخر
اثنان منهم حيث كانا يحوزان على نسخة مكتوبة من الشعر التركي الذي فشلوا في اكتشاف
اللغة المكتوب بها.
هنا في (بنت) وفي (بمبور)
المكانين الوحيدين الذين كنت أسأل فيهما عن أي شيء بخصوص ديانتي المسيحية ، كان
هناك رجلا مسنا قويا قد أحضر ابنه معه ، إستهل حديثه معي باللّكز بعصاه الغليظة ،
فسألني أن أقرأ وبينما كنت أقرأ بعض القصائد لحافظ الشيرازي بين جمع من الناس غيّر
الموضوع وطلب مني أن أقرأ له القرآن كنوع من الامتحان ولاعتقادي في ذلك الوقت بأن
الناس كانوا يدعون أنفسهم بالمحافظين من أهل السنة ، التفت إليه أسأله بغضب كيف
يجرؤ أن يطلب مني أن أقرأ في نفس الوقت عددا من أشعار الحب وكلام الله. فما كان
منه إلا أن تركني في الحال ، وكنت أهنئ نفسي على نجاحي في توبيخه ، وأخبرني «صلاح»
لا حقا أن لهجتي هي سبب مغادرته وليس منطق الكلام الذي قلته.
إن شمس المغرب
الآن تتجه نحو الخيمة ، فذهبت للتنزه في الحدائق نزولا نحو النهر العريض. كانت
الحدائق بعرض حوالي نصف ميل ممتدة إلى الأمام نحو الجنوب ، وقد بلغت حافة النهر
العريض ولكن لم أتمكن من الوصول للقناة نفسها بسبب الكثير من الحصى المتحرك ، وعند
ما عدت إلى الخيمة بدأنا نحضّر لنحمي أنفسنا من ظلام الليل ، وأرسل «الأمير حاجي»
أن نتوخى الحذر من الأمن في هذه المنطقة.
حسب مقياس الضغط
الجوي تقريبا كان ارتفاع سطح البحر حوالي ٢٠٠٠ قدما تقريبا ، وكان المناخ كمناخ
بريطانيا عدا الشمس كانت ساخنة وقت الظهر. خلال النهار ذكرت «جلال» رغبتي العاجلة
للذهاب إلى (بمبور) ، وعليه فقد بذل جهده لشراء ثلاثة جمال جيدة لتحمله وتحملني
ومعهم جمّالين. وفي اليوم التالي اقترحنا أن نرد زيارة «الأمير حاجي»