رجالنا كمية كبيرة لبيعها وكان سعر الواحدة دولارا واحدا. أما الأحذية والأحزمة والمحافظ كانت أسعارها معقولة وفريدة الصنع. كذلك كانت قرب الماء زهيدة الثمن.
إن «الأمير حاجي» قد أعطى لي وبكل بساطة تعريفا شاملا لأسماء كثير من الأماكن التي مررنا بها. فقد ذكر بأن كلمة (بنت) تعني بالعربية (بيت) ، وقد أختير هذا الاسم عند ما بنى جده الأكبر قلعة (سارتابي) (١) بينما أعطيت (ماسكوتان) كسكن لقبيلة الهوت («مسكن» ويعني بذلك «سكن»). وبعد وصول «الأمير» جاء بعض وجهاء الإمارة المتواضعين ، وكانوا يقدمون اعتذاراتهم لمضايقتنا. بعد ذلك تركوا الخيمة وبدأنا أنا و «جلال» و «صلاح» نمشي في الحدائق في هذا الفصل من السنة. وكان هذا ممتعا حقا فلأرض كانت مرويّة مع الخضرة والنضارة ، كما كان هناك البرسيم وزهور السوسن ، وأكثر من مائة صنف من الحبوب كالفول الإنجليزي ، والقمح ، والأرز ، وقليل من التبغ ، والتمر ، وقد ذكر المزارع في تلك الحديقة تسعة عشر نوعا منها فقط واحد أو اثنين من أصناف هذه التمور معروف باللغة العربية ، والأرض التي خصصت لزراعة الأرز ما زالت فيها سيقان النباتات حتى العام الماضي (٢).
إن هذه الزراعة تسقى بالري من القناة التي قام بشقها والد «الأمير حاجي» وكان يأخذ عليها ضريبة عند استعمالها. إن توزيع الماء على الزرع كان سيئا ، فبعض من المحصول لم يسقى وبعضه يسقى من جدول الماء الذي كان يتفرع ليسقي أربعة حقول أيضا ، فمالكي الأرض من الوجهاء
__________________
(١) الأكيد قلعة (سرتابي) أي (سرد آب) أو (نهر الماء البارد).
(٢) بنت : معروفة بزراعتها والوديان التي تجري بها والأرز «البنتي» مشهور لدى قدماء أهالي المنطقة لجودته.