الرجال لأصدقاء قدامى وليس لحاكم ورعيته. يبدو هناك مؤشر ولاء جامح في حياة الرفقاء وفي طريقة معيشتهم والتي تضع كل رجل في مكانته المناسبة.
بسرعة جلس أصدقاؤنا الأعزاء على يساري ، وقد تقابلنا من قبل على الساحل ولكن كان ذلك قبل سنوات ، وما أن قال : «إبراهيم» أنني «فالو ـ وار» وهو يعني «فلوير» بلغته البلوشية حتى بدأنا نكون ودودين لبعضنا البعض ـ ثم تحدثنا عن الصيد قديما في في (جغين) وتلال (باركو) وكنت أعرف بأن الحكام جاءوا للمفاوضة في عمل تحالف جديد مع الريس ، والنقطة المهمة كانت في أن يمنحهم بعض الرجال لمساعدتهم ضد غريمهم «عبد النبي» الذي ذكرت سابقا أنه كان في (ميناب).
مبعوثنا في الصباح كان «دور گوش» أو (صاحب الأذن اللؤلؤية) قال إن الريس سيحضر هنا فورا. وفي الحقيقة في هذه اللحظة شاهدنا الرجال يتسلقون الممر المرتفع ، وبعد قليل من تقبيل الأيدي جلس الرجل العظيم بجانبي ولكنه كان متواضعا وتذكرت قول «إبراهيم» في أهالي (بشكرد) وهدوئهم وسلاسة تعاملهم ..
وعلى جانبي الأيسر جلس أمراء (مكران) بلحاهم السوداء وحواجبهم الكثيفة ، وعلى رؤوسهم عماماتهم الكبيرة وبعضهم يرتدي رداءا قرمزيا جميلا ذو أزرار فضية والحزام الذي كان يثبّت به السكاكين والسيوف. ولكن على جانبي الأيمن كان الفارق واضحا ، فقد جلس رجل ممتلئ القامة ببشرة شاحبة مصفرة بدون لحية أو شارب أو أي صفة رجولية مميزة. كأنه الإمبراطور (كلوديوس) يلبس فقط قماشا يلفه حول وسطه وقميصا أبيضا ليس به حتى أي تطريز أو إشارة أو علامة ملكية التي تثبّت عادة في الأمام.