برغم من التأشير عليها في الخارطة منذ أيام «بوتينجر» لم يدخلها بعد أي شخص أبيض. حتى خارطة «الماجور سانت جون» التي كانت مطبوعة في موطني حددت عليها عاصمة البلدة (أنغهوران) على بعد أربعون ميلا من موضعها الأصلي.
في صباح اليوم التاسع كنا قد تأخرنا قليلا بسبب الجمال لأنها كانت هائجة ، نود أن نجد مدخلا إلى العشب ، وبسبب هذا فقد خلعوا المقبض الخشبي من أنوفها حيث يربطها باللجام. وقد قضينا نصف ساعة للتحكم بهذه الحيوانات ، فقد كانوا يتألمون جدا خاصة الجمل الكبير «جاسكي» الذي أفلت رقبته فقام خمسة رجال بالسيطرة عليه بعد تهيجه الشديد لوضعه المؤلم هذا.
بعد تسوية هذه الحادثة بدأنا سيرنا من ضفة النهر ومررنا ببقعة مزروعة بالقمح من النوع الطيب المذاق الذي يحبه سكان القرية الجبلية وكانوا يسمونه «سونايتي».
كان طريقنا جميلا وبهيجا بما فيه الكفاية بين سنابل القمح وأسراب من الطيور زاد في جماله منظر الصخور الفائق التصّور ، ولكن فاتنا في هذا الصباح تغريدا رائعا لطيور الحجل أو الطيور ذات الأرجل الصفراء. حتى الآن لم نصل بعد لبلدة طيور (الكابج) أو طيور الأرجل الحمراء التي تطير بنظام ثابت على علوّ منخفض وصوتها المنخفض بنبرة «كوك ، كوك ، كوك».
اليوم فقط عرفت حقيقة غريبة وهي أن الجمال الذكور تعرق فقط في مؤخرة رأسها أما الإناث منها فإنها لا تعرق بالمرة ؛ لذلك لم أكن أعرف حقيقة هذا الأمر لأن جمالي كانت جميعها ذكورا.
لقد عانينا كثيرا في تلك الرحلة من الصعوبات التي واجهتنا بسبب عدم