اليوم. لقد صقلت خزانات الماء الكبيرة في الخارج من حجر الكلس القوية وكسيت بالأسمنت (١) ، إن المناطق في التجاويف بين الجبال قد تجمعّت فيها التربة منذ نحو ٣٠٠ أو ٤٠٠ سنة كانت الأمطار أكثر من الآن وكان السكان لا يستطيعون جمع التمر والفول وحليب الماعز ، لذلك لم يتخلوا عن طعامهم المكوّن من السمك المجفف. في الجهة الشمالية على نهاية الجزيرة توجد بقايا بلدة فيها مسجدان فاخران.
إن دمار هذه البلدة تأتي من تاريخها المتناقل ؛ فالمباني وواجهاتها دلالة على أنها كانت مستوطنة فارسية ولكنها دمرت بواسطة حملة (نهب) من العرب (٢).
على الشمال في نهاية الجزيرة توجد قرية صغيرة لصيادي السمك تحوي على مائتي عائلة في بني ياس من إمارة (دبي) (٣) وهي بجانب (الشارقة) ومعهم رجال جيدون بكل ما تعنيه الكلمة. لقد قمنا بجمع عينات من كل حشرة تقريبا في الجزيرة تصل إلى عدد ١٤٠ ، بالأولاد المحليين المرافقين معي أصبحوا خبيرين في جمع الحشرات وبهذا وفروا عليّ الجهد.
أما الكهوف الضخمة فبدت عجيبة الشكل ، وكان هناك واحدا أيضا في وسط الجزيرة ، وإذا ما دخلت من الجانب الشرقي فإنك ترى أنه ينقسم إلى
__________________
(١) هذه خزانات الماء كانت منتشرة في وقت قريب في نفس المنطقة وفي المناطق القريبة منها مثل (كمزار) و (الفيلم) و (خصب) في رأس مسندم بسلطنة عمان.
(٢) هذا غير صحيح ـ هنجام كانت منطقة عربية أكما يذكر المؤلف نفسه لا حقا عن حكامها ـ ولكن تأثير العمارة القائمة بها في بعض جوانبها فارسية ـ وفترة الحملات العربية عليها قد تكون في فترة وصول النفوذ الصفوي إليها أو فترة حكم «نادر شاه» الذي حاول بناء قوة بحرية فارسية ولكنها فشلت بعد اصطدامها بالقوة البحرية العربية بها.
(٣) ومن حكام (هنجام) المعروفين كان «أحمد بن عبد الله بن جمعة آل مكتوم الياسي» وانتهى الحكم العربي أيضا مع بدايات ظهور «رضا شاه بهلوي» في الخليج.