الشيخ أبي الحسين عبد الغافر ، وأبي حفص ابن مسرور وطبقتهم.
توفي بنوقان [١٨ ب] في ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين وأربع مئة.
ـ ١٧٨٠ (١) ـ
[أبو نصر الشحامي]
ومنهم خلف بن طاهر بن محمد بن محمد الشحامي أبو نصر رجل أصيل فاضل ديّن من بيت العلم والزهد والورع. وقد تقدم ذكر بعض أسلافهم وسيأتي ذكر الباقين من أخلافهم وأطرافهم فيما بعد.
وهذا الشيخ أبو نصر أكبر أولاد الشيخ أبي عبد الرحمان ، سمع الحديث في صباه عن مشايخ الطبقة الثانية مثل شيخ الاسلام الصابوني وأبي حفص [و] الكنجروذي والبحيرية والشيخ أبي الحسين عبد الغافر بن محمد وطبقتهم. ثم عن المتأخرين.
وهو من المكثرين بإفادة والده واشتهار بيته بالاستملاء والحديث وحصّل علم الأصول وكان من الاكياس [ظ] والناظرين في كتب المتقدمين ، جمع كثيرا من أصول الكتب وأنفق كثيرا عليها شراء واستكتابا ، ثم اشتركنا في الدروس واصطحبنا مدّة صحبة تزيد على الأخوة ، ليلا ونهارا ، ومعاشرة وتنزها ، وخروجا إلى الزيارات والمشاهد وكان حسن السريرة ، عزيز الوقت ، كريم الصحبة ، لطيف العشرة ، بذولا لما كان يحصل من أسباب الدنيا ، غير مضايق ولا مدر ولا متأثل مالا ، قويا في التوكل ، قانعا بسلامة الوقت وكفاية الحال.
توفي عن مرض طويل ليلة الأربعاء السابع عشر من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وأربع مئة ، وصلينا عليه في جامع المنيعي ودفن في مقبرة الحسين بجنب والده. وكان مولده سنة ثلاث وأربعين وأربع مئة.
__________________
(١) منتخب السياق ٦٨٠.
وللتعرف إلى أسرته لاحظ عنوان الشحامي في الفهرس.