ـ ١٩٣٢
ـ
[أبو القاسم البزاز]
ومنهم عبد الله بن
أبي بكر ابن أبي عبد الله البزاز أبو القاسم الإمام ، فقيه أصحاب الإمام أبي حنيفة
ومناظرهم ومذكرهم ، حافد أبي يحيى البزاز ، رجل ، بهيّ المنظر ، ظريف الرؤى ، حسن
التجمّل ، راسخ في الفضل ، بالغ في النظر ، من خواص أصحاب الإمام أبي علي الصندلي.
حصّل الفقه في
صباه ونشأ فيه ، ولزم مجالس النظر حتّى أونس رشده وظهر في المحافل كلامه ، وكان
يواظب مجلس إمام الحرمين ، مستفيدا من كلامه ، ومترقيا به عن درجة السائلين ،
يلاحظه بعين التخصيص ، ويثني عليه وينوّه به ، حتى انتبه جدّه ، وارتفع شانه ،
وصار من وجوه المشايخ ، وتصدّى لإفادة أولاد الصدور ، وسافر [في] صحبة عميد الحضرة
أبي سعد محمد بن منصور إلى حضرة السلطان أبي الفتح ملكشاه إلى غزنة ، ولقي بها
الدرجة والمنزلة لمحلّ علمه وعاد مكرّما ، ولم تتفق له كثير رواية.
وتوفي ليلة الجمعة
غرّة جمادى الآخرة سنة انثتين وخمس مئة ، وصلوا عليه بباب الطاق ودفن في داره.
وقد سمع الحديث عن
مشايخ الطبقة الثانية ومن بعدهم ، وسمع كتاب شمائل النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ عن القاضي أبي طاهر محمد بن علي الاسماعيلي البخاري.
ـ ١٩٣٣ ـ
[أبو القاسم
الاسفرايني]
ومنهم عبد الله بن
طاهر بن محمد الاسفرايني أبو القاسم ابن الإمام شاهفور سبط الإمام أبي منصور عبد
القاهر بن طاهر البغدادي ، نزيل بلخ وإمامهم ومذكّرهم ومفتيهم ووجه مشايخهم [٤٣ ب].
حصل العلم من أبيه
وتولّى مدرسة النظامية ببلخ ، وظهرت له الحشمة التامّة ، وكان ذا مروّة وإحسان
ويتفقّد الغرباء والطارئين. قدم نيسابور وسمعنا منه الحديث وخرج إلى الحضرة
النظامية ، وكان مقبول القول عنده محترما مكرّما.
__________________