ـ ١٨٤٠
ـ
[أبو الفتح الأرغياني]
ومنهم سهل بن أحمد
بن علي [بن أحمد] بن الحسن الأرغياني أبو الفتح الحاكم ، رجل فاضل إمام من
وجوه فقهاء عصره.
تفقه بمرو أولا
ودرس على الشيخ أبي طاهر السنجي والشيخ أبي القاسم السرخسي ، ثم بعد ذلك خرج إلى
مرو الروذ وتلمذ للقاضي الامام أبي علي الحسين بن محمد بها ، وأقام عنده حتى حصل
طريقته وتخرّج به ، وكان ينتمي في الفقه إليه ، وذكر أنه ما علق شيئا منه إلّا وهو
على الطهارة ، وارتضى القاضي تعليقه وقال : ما علق أحد طريقتي مثل فلان ، وأثنى
عليه ودعا له حتى بارك الله له فيه.
ولما فرغ [٢٩ أ]
من الفقه حصل علم الأصول من الامام شاهفور الاسفرايني بطوس وقرأ عليه تفسيره ، ثم
دخل نيسابور وعلق أصول الفقه على إمام الحرمين أبي المعالي وناظر في مجلسه فارتضى
كلامه وكان شريكه في الأصول الامام إسماعيل الحكمي الطوسي.
ثم عاد إلى ناحية
أرغيان وتقلّد قضاءها والحكومة بها سنين وأجراها أحسن مجرى ، عفيف النفس قصير اليد
عن الأموال قانعا بالكفاف ، ونحن عهدناه على ذلك مرضي السيرة والطريقة مبالغا في
الاحتياط.
وفي أثناء ذلك خرج
إلى الحج ولقي المشايخ الذين أدركتهم بالعراق والحجاز والجبال وسمع منهم وسمعوا
منه بعض ما كان معه من مسموعات خراسان.
ولمّا رجع من مكة
دخل على الشيخ العارف أبي الحسن السمناني شيخ وقته ، فأشار عليه بترك المناظرة
والاشتغال بالخلاف ، فترك لإشارته ولم يناظر بعد ذلك وترك القضاء باختياره ولزم
الانزواء.
وبنى دويرة
بالناحية للصوفيّة والمتفقهة من خالص ماله ، ووقف عليها وعلى أهلها من المقيمين
والغرباء المجتازين من ماله ما يكفيهم.
__________________