قلبك ، وعليك بما يعرف ، ودع ما ينكر ؛ وزاره هارون الرشيد فلم يأذن له فرجع.
وقيل لفضيل : ما سبب موت ابنه علي؟ قال : بات يتلو القرآن فأصبح في محرابه ميتا.
وقال إبراهيم بن الأشعث البخاري : رأيت الفضيل في المسجد بعد المغرب وحده فجلست إليه فقال : يسرّك أن تكذب؟ قلت : لا. قال : فيسرّك أن تغتاب؟ قلت : لا ، قال : فيسرّك أن تتزيّن لي وأتزيّن لك؟ قلت : لا ، قال : فقم عنّي. وكان يقول : إذا أقبل الليل فرحت وقلت : أخلو بربي ، وإذا رأيت الصبح قد جاء ركبني بثّي ، وقلت : يجيئني من يشغلني عن ربي.
قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو حفص الشبيبي رحمهالله قال : أخبرنا أبو حفص الفارسي قال : أخبرنا أبو سعد الإدريسي قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن أحمد بن قريش المروزي بسمرقند قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد الكاتب قال : حدثنا محمد بن ثور بن [١٨٠ ب] هاني بن محمد القرشي قال : حدثنا الشاه أبو بكر قال : حدثنا الفضيل بن عياض عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله (ص) : «لمّا أراد الله تعالى أن يدخل أهل الجنة الجنّة بعث الله ملكا ، قال : فيقول الملك : كما أنتم. قال : فيقف ومعه عشرة خواتيم من خواتيم الجنّة هدية من ربّ العالمين ، فيضعها في أصابعهم مكتوب في أوّل خاتم (طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ)(١) ، وفي الثاني مكتوب : (ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ)(٢) ، وفي الثالث مكتوب : «ذهب عنكم الأحزان والغموم» ، وفي الرابع مكتوب : «لباسكم الحلي والحلل» ، وفي الخامس مكتوب : «زوجناكم الحور العين» ، وفي السادس مكتوب : (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ)(٣) وفي السابع مكتوب : «صرتم شبابا لا تهرمون أبدا» ، وفي الثامن مكتوب : «صرتم آمنين لا تخافون أبدا» ، وفي التاسع مكتوب : «رافقتم النبيين والشهداء» ، وفي العاشر مكتوب : «سكنتم في جوار من لا يؤذي الجيران» ، ثم يقول الملك : (ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ)(٤) ، فلمّا دخلوا بيوتا لهم قالوا : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا
__________________
(١) سورة الزمر : الآية ٧٣.
(٢) سورة ق : الآية ٣٤.
(٣) سورة المؤمنون : الآية ١١١.
(٤) سورة الحجر : الآية ٤٦.