اللهم إني أسألك ولا أسأل غيرك وأرغب إليك ولا أرغب إلى غيرك ، وأسألك أمان الخائفين وجار المستجيرين الفتاح إلى الخيرات مقيل العثرات ممحي السيئات كاتب الحسنات رافع الدرجات ، وأسألك بأفضل المسائل كلها وأعظمها وأنجحها الذي لا ينبغي للعبد أن يسألوك إلا بها ، يا الله يا رحمان ، وبأسمائك الحسنى ، وبأمثالك العلى ونعمتك التي لا تحصى ، وبأكرم أسمائك عليك وأحبّها إليك وأشرفها عندك منزلة ، وأقربها منك وسيلة ، وأجزلها منك ثوابا ، وأسرعها منك إجابة وباسمك المكنون المخزون [١٧٦ أ] الجليل الأجل العظيم الأعظم الذي تحبّه وترضاه عمّن دعاك به وتستجيب له دعاءه وحقا عليك أن لا تحرم سائلك ، وبكل اسم لك في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ، وبكل اسم هو لك علمته أحدا من خلقك أو لم تعلمه أحدا ، وبكل اسم دعاك به حملة عرشك وملائكتك وأصفياؤك من خلقك وبحق السائلين عليك والراغبين إليك والمعوذين بك والمتضرعين إليك ، وبحق كل عبد متعبد لك في بر أو بحر أو سهل أو جبل ، وأدعوك دعاء من قد اشتدت فاقته ، وعظم جرمه ، وأشرف على الهلكة ، وضعفت قوته ، ومن لا يثق بشيء من عمله ولا يجد لفاقته ولا لذنبه غافرا غيرك ، ولا مستغاثا سواك هربت إليك معترفا غير مستنكف ولا مستكبر عن عبادتك ، بائس فقير مستجير ، وأسألك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام ، عالم الغيب والشهادة ، الرحمن الرحيم ، أنت الرب وأنا العبد ، وأنت المالك وأنا المملوك ، وأنت العزيز وأنا الذليل ، وأنت الغنيّ وأنا الفقير ، وأنت الحي وأنا الميّت ، وأنت الباقي وأنا الفاني ، وأنت المحسن وأنا المسيء ، وأنت الغفور وأنا المذنب ، وأنت الرحيم وأنا الخاطئ ، وأنت الخالق وأنا المخلوق ، وأنت القويّ وأنا الضعيف ، وأنت المعطي وأنا السائل ، وأنت الآمن وأنا الخائف ، وأنت الرازق وأنا المرزوق ، وأنت أحق من شكوت إليه واستعنت به وسألته ورجوته لأنك كم من مذنب قد غفرت له وكم من مسيء قد تجاوزت عنه فاغفرلي وتجاوز عني يا أرحم الراحمين».