أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي قال : أخبرنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني قال : حدثنا حفص بن عمر النمري قال : حدثنا شعبة عن موسى بن عثمان ، عن أبي يحيى ، عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي (ص) قال : «المؤذن يغفر له مدى صوته ، ويشهد له كل رطب ويابس ، وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون صلاة ويكفر عنه ما بينهما».
٨٧٣. أبو الحسن علي بن حكيم بن زاهر السّعديّ السّمرقنديّ
كان من الزهاد والعباد. وكان يعرف بأرض الحجاز بعليّ البكاء من كثرة بكائه واجتهاده [١٢٨ ب] في العبادة. كان مجاورا بمكة نحوا من عشرين سنة ، وكان صاحب سنّة وفقه وفضل وفهم.
يروي عن وكيع بن الجراح وعبد الرحمن المحاربي وأبي معاوية الضرير وابن أبي فديك وعمران بن عيينة وأخيه سفيان بن عيينة والأجلّة من أهل العراق.
روى عنه موسى بن نعيم المناطقي السمرقندي وأبو يعقوب الأبّار السمرقندي والفتح بن عبيد السمرقندي وغيرهم.
كان على قضاء ما وراء النهر ما خلا بخارى مقدار ثلاثة أشهر. ثم توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين ضحوة يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة ، وصلّى عليه أولياؤه مرّة ثم صلى عليه الحسن بن هلقام خليفة نصر بن أحمد ، وكان نصر بن أحمد خارجا إلى العدو معسكرا بقطران ديزة ، ودفن بجاكرديزة ، وقبره بها مشهور يزار ، وكان سنّه جاوز سبعين وكان نحويا ، وكان دائم السكوت ، وكان أكثر ما يجلس على أليته وركبتاه عند صدره ، وكان يتقلّس بقلنسوة برود ، وبطانته مسك أرنب كقلانس العامة ، وكان قصير القميص والرداء كمّاه نحو من شقة وكان يقول : إذا كان للرجل أربع نسوة وعشر سراري فليس بإسراف ، والقرطقان إسراف (٢).
__________________
(٨٧٣) أخبار القضاة لوكيع ٣ / ١٦٠ ؛ الثقات لابن حبان ٨ / ٤٦٦ ؛ تاريخ الإسلام ٢٧٥ (حوادث ووفيات ٢٣١ ـ ٢٤٠ ه) ؛ تهذيب التهذيب ٧ / ٢٧٥ ؛ تقريب التهذيب ٢ / ٣٦ وأضاف إليه لقب الخراساني.
(١) القرطقان : مثنى القرطق. قال في اللسان «قرطق» إنه تعريب كرته. وفي المعجم المفصّل بأسماء الملابس عند العرب (ص ٢٩٢) : القرطق : سترة قصيرة أو قميص ، وهذه السترة تسبل على الكتفين وتنساب حتى وسط الجسم.