الهاد الليثي قال : لمّا نزلت : (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ)(١) قال أبو بكر رضى الله عنه : يا رسول الله! ما هذه بمبقية منّا؟ قال : «يا أبا بكر! إنما يجزى بها المؤمن في الدنيا ويجزى بها الكافر يوم القيامة».
٨٥٣. أبو حنيفة عثمان بن حميد الدّبوسيّ
مولى لقريش. يروي عن أبي حنيفة رحمهالله وعن الليث بن سعد وشعبة بن الحجاج والوليد بن مسلم وخارجة بن مصعب. روى عنه ابنه عبد الله بن عثمان ومحمد بن سهيل بن واقد الباهلي السمرقندي.
قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو حفص عمر بن أحمد الديزكي قال : أخبرنا الشيخ أبو حفص عمر بن أحمد الفارسي قال : أخبرنا الحافظ عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال : حدثنا أحمد ابن محمد بن عثمان بن سيف قال : حدثنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب الزاهد قال : حدثنا العباس ابن الضحاك البلخي قال : حدثنا صالح بن محمد عن عثمان بن [١٢٥ أ] حميد السغدي قال : حدثنا الهيثم بن جمّاز عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله (ص) : «إذا قبض الله تعالى العبد المؤمن يقول ملكاه : يا ربّنا! ائذن لنا نصعد إلى السماء فيقول : إنّ سمائي مملوءة من ملائكتي يسبحونني ويقدسونني قال : فيقولان : ربّنا! فأذن لنا فنقيم في الأرض قال : فيقول : أرضي مملوءة من ملائكتي قال : فيقولان : فأين تأذن لنا فنكون؟ قال : فيقول : قوما على
__________________
(١) سورة النساء : الآية ١٢٣.
(٨٥٣) نسبة إلى الدبوسية وهي بليدة من السغد بين بخارى وسمرقند (الأنساب ٢ / ٤٥٤). وفي سند هذه الرواية ورد : عثمان بن حميد السغدي. وقد مرت ترجمة ابنه عبد الله بن أبي حنيفة الدبوسي برقم ٤٨٤. وفي الأصل : الهيثم بن جمان. فصحّحناه في ضوء ما هو معروف في كتب الرجال وهو يروي عن ثابت بن أسلم البناني. ترجم له الجوزجاني في أحوال الرجال (ص ١٢٠) وقال : كان قاصا ضعيفا يروي عن ثابت معاضيل. وفي لسان الميزان (٧ / ٢٨٧ ـ ٢٨٩) ترجمة وافية له ورد اسمه كاملا فيها وهو : الهيثم ابن جمّاز الحنفي البكّاء ... ثم نقل آراء علماء الجرح والتعديل في تضعيفه وروى بعدها عنه الحديث المذكور هنا بشكل تختلف ألفاظه وهو : «إنّ الله وكّل بعبده ملكين يكتبان عمله ، فإذا مات قالا : يا ربّ! قد قبضت عبدك فلانا فإلى أين؟ فيقول : سمائي مملوءة من ملائكتي وأرضي مملوءة من خلقي يطيعوني ، اذهبا إلى قبر عبدي فسبّحاني وكبّراني وهلّلاني ، واكتبا ذلك في حسنات عبدي إلى يوم القيامة».