حكي أن امرأة استفتته فأطالت وهو حاقن فكره أن يقطع مسألتها فبال في سراويله ، وفرغ من جوابها ثم غسله ، وقام من غدائه يوما للسمتفتين بضع عشرة مرة وقام ليلة للتهجّد ، فكان يبكي وهو قابض على لحيته يقول : إلهي أنا عمر الذي تعلمه لست الذي يعرفه الناس. وكان أبو سعيد محمد بن جعفر البلخي يقول : إذا خرجت من بلخ لم أتهيب أحدا إلا أبا حفص السنجديزكي.
قال : وبهذا الإسناد عن أبي سعد قال : حدثنا محمد بن سليمان الحداد قال : حدثنا محمد بن أحمد الذهبي قال : حدثنا عبد الله بن محمد الهروي قال : حدثنا أبو حفص السمرقندي السنجديزكي قال : حدثنا عيسى بن موسى البخاري عن أبين بن سفيان ، عن ضرار بن عمرو ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن رسول الله (ص) قال : «من خرج يلتمس بابا من العلم لينتفع به قلبه أو يعلمه غيره كتب الله له بكل خطوة يخطوها عبادة ألف سنة صيامها وقيامها وحفّته الملائكة بأجنحتها وصلّى عليه طير السماء وحيتان البحر ودوابّ البرّ ، وينزل منزل سبعين شهيدا وكان أفضل من أن تكون له الدنيا كلها حلالا فيضعها في الآخرة ، وباب من العلم أفضل من مائتي غزوة».
٨١٤. عمر بن جبريل بن ياخ بن بورفنّة بن جاحنة بن سندد بن قردوا السّمرقنديّ
سمع أبا محمد عبد الله بن محمد الهروي الزاهد.
قال : وبهذا الإسناد عن أبي سعد قال : أخبرني أبو نصر محمد بن عبد الله بن عمر الخزاندي المقرئ قال : وجدت بخط جدي عمر بن جبريل بن ياخ : قال الشيخ عبد الله بن محمد بن النضر بن حيان بن منيب بن زيد بن سعيد بن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزري الهروي الساكن بسمرقند : اصبر فيما لا بقاء له تتنعّم فيما لا انقطاع له.
قال نجم الدين :
تصبروا في بلاء لا بقاء له |
|
تعطوا بذاك نعيما لا فناء له |
واسخوا بمال قليل لا دوام له |
|
تحووا بذلك ملكا لا انقضاء له |
__________________
(٨١٤) ب : الورقة ٥٤ أ. ورد ضمن ترجمة حفيده أبي نصر محمد بن عبد الله بن عمر بن جبريل بن تاج الخزاندي المقرئ. هكذا ورد في الأنساب (٢ / ٣٥٩) ، وقال السمعاني : إن حفيده محمدا هذا توفي سنة ٣٨٢ ه.