ـ رضياللهعنهما ـ قال : أهدي إلى النبي (ص) بغلة أهداها له كسرى ، فركبها بحبل من شعر ، ثم أردفني خلفه ثم سار بي مليا ثم التفت فقال : «يا غلام»! قلت لبيك يا رسول الله! قال : «احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك ، وتعرف إلى الله في الرخاء يعرفك [في الشدّة (١)] ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله. قد مضى القلم بما هو كائن ، فلو جهد الناس أن ينفعوك بما لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه ، ولو جهد الناس أن يضرّوك بما لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه ؛ فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل ، فإن لم تستطع فاصبر ، فإنّ في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا ، واعلم أنّ مع الصبر النصر ، واعلم أن مع الكرب الفرج ، وأن مع العسر اليسر».
قال نجم الدين : وقد قلت :
لكل مكروه فرج |
|
ينفي عن الصدر الحرج |
قال النبي المصطفى |
|
إنّ مع الكرب الفرج |
٦٣١. أبو محمد عبد الملك بن مروان بن إبراهيم بن رافع بن شجاع بن عبد الرحيم بن الحسن بن منجان المرواني النّسفيّ
سمع الحديث بسمرقند. مات يوم الأربعاء السابع من المحرم سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
قال : أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن عبد الملك النسفي رحمهالله قال : أخبرنا الإمام أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري قال : أخبرنا عبد الملك هذا حفظا ولفظا قال : حدثنا أبو علي محمد ابن الحارث [٨٣ ب] اللؤلؤيّ الحافظ بسمرقند.
قال : حدثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي قال : حدثنا عيسى بن زياد عن المعلّى بن هلال ، عن أبان ، عن أنس رضى الله عنه عن النبي (ص) : «إذا سقطت الفارة في البئر نزح منها عشرون دلوا» قال عبد الملك هذا : سمع مني القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد هذا الحديث ، ورواه عني في تصنيفه.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين إضافة يقتضيها المعنى.
(٦٣١) لم نجد مصدر ترجمته. أما الراوي عنه جعفر بن محمد المستغفري فقد ولد في ٣٥٠ ه وتوفي سنة ٤٣٢ ه.