٤٩٤. أبو محمد عبد الله بن محمد بن النضر بن حيّان بن منيب بن
زيد بن سعيد بن قيس ابن سعد بن عبادة الأنصاريّ الخزرجيّ الهرويّ
سكن سمرقند. كان
فاضلا ناسكا زاهدا. يروي عن أبيه ومشايخ هراة وأهل بلخ وأبي حفص السنجديزكي. روى
عنه أهل سمرقند وغيرهم.
قال : وبه عن أبي
سعد قال : حدثني محمد بن سليمان قال : حدثنا محمد بن أحمد الذهبي قال : حدثنا أبو
محمد الهروي قال : حدثنا أبو إبراهيم يعني الباب كسّي قال : حدثنا عبد الصمد بن
حسان عن سفيان الثوري ، عن سماك بن حرب ، عن مجاهد ، عن أبي هريرة قال : قال رسول
الله (ص) : «ستة بستة يدخلون النار يوم القيامة بلا حساب» فقيل : يا رسول الله!
فمن هؤلاء الذي يدخلون النار يوم القيامة بلا حساب؟ فقال : «الأمراء بعدي بالجور ،
والعرب بالعصبيّة ، والدهاقين بالكبر ، والتجار بالخيانة ، وأهل الرستاق بالجهل ،
والعلماء بالحسد».
قال : مات هذا
الشيخ بكسّ ظهر يوم الجمعة ، ودفن يوم السبت السابع من [٥٨ ب] شهر ربيع الأول سنة
تسع وسبعين وثلاثمائة.
قال : وبه عن
الهروي هذا قال : إذا وجدت رفيقا له سمت حسن يفهم ما تقول ، ويفهم ما يقول يتأنّى
في الجواب ، ويصدق في المقال ، ويجتهد في الفعال ، لا يتحوّل حالا بعد حال ، فاعلم
أنه هبة من مواهب الله تعالى عليك. وقال : الحزن يمنع من الطعام ، والخوف يمنع من
الذنوب ، والرجاء يقوي على الطاعات ، وذكر الموت يزهد في الفضول.
وقال : الحكمة
سهام الله النافذة ، وألسن الحكماء القسيّ المتينة ، وقلوبهم الجعاب المملوءة ،
وأسماع التائبين الأغراض الواسعة ، وقلوبهم الرقاع اللامعة ، ولم يكن الله ليخطئ
إذا رمى قال تعالى : (وَما رَمَيْتَ إِذْ
رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) وقال : زين الحكمة حسن الورع ، ومقوّم الحكمة صدق النيّة ،
وراعي الحكمة ترك الدنيا ، فبحسن الورع تجالسون ، وبصدق النيّة تهابون ، وبترك
الدنيا تصدقون ، أما ترى أن الشعراء الكذبة الحكمة ينشدون ، والخطباء الفسقة بها
ينطقون ،
__________________