٤٨٩. أبو محمد عبد الله بن حامد بن فارس السّمرقنديّ
هو أخو إسماعيل بن حامد بن فارس الفقيه السمرقندي.
قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو حفص عمر بن أحمد الشبيبي قال : أخبرنا الشيخ أبو حفص عمر ابن أحمد الفارسي قال : أخبرنا الحافظ أبو سعد الإدريسي قال : سمعت علي بن الحسين بن نصر السمرقندي يقول سمعت أبا محمد عبد الله بن حامد بن فارس يقول : سمعت بعض إخواننا يحكي عن ميسرة الصنعاني قال : لما حجّ هشام بن عبد الملك قال لأصحابه : ائتوني برجل من الصحابة ليعظني ، فقالوا : قد تفانوا ولم يبق أحد منهم ، قال : فمن التابعين ، قالوا : إن هاهنا طاووس اليماني ، قال : عليّ به ، قال : فلما مثل بين يديه خلع نعليه بحاشية بساطه ولم يسلم عليه بأمرة المؤمنين ، ولم يقبّل يده ، وجلس إلى جانبه بغير إذنه ثم التفت إليه وقال : يا هشام! كيف أنت؟ قال : فدخل على هشام بن عبد الملك وهمّ بقتله ، فقيل له : يا أمير المؤمنين! إنه شيخ كبير لا علم له بتحية الملوك وأنت أيضا في حرم الله تعالى قال : فقال له : يا طاووس! ما حملك على أن فعلت ما فعلت؟ قال : وأيّ شيء فعلت؟ قال : وأيّ شيء أعظم مما فعلت؟ خلعت نعليك بحاشية بساطي ولم تسلم عليّ بإمرة المؤمنين ، ولم تقبل يدي ، وجلست إلى جانبي بغير إذني ، ثم تلتفت إليّ وتقول لي : يا هشام! كيف أنت أنفا منّي ؛ ولم تكنني! قال : أما ما ذكرت من خلع نعلي بحاشية بساطك ، فإنّي أخلعهما في كل يوم وليلة خمس مرات بين يدي الجبار ـ تبارك وتعالى ـ لا يتكبّر به عليّ ، فإياك وإياك من الكبرياء ، فإن الكبرياء لله الواحد القهار ؛ قال : وأما ما ذكرت من أمر التسليم عليك بإمرة المؤمنين ، فليس كل المؤمنين يرضون أنك أميرهم وأنا أخشى أن أكون كذابا في التسليم عليك والله لا يحب الكذابين ؛ وأما ما ذكرت من أمر القبلة ، فإن القبلة لا أعرفها إلا لأحد رجلين إما أن يقبل رجل ولده من رحمة ، أو امرأته من شهوة ؛ وأما ما ذكرت من جلوسي إلى جانبك بغير إذنك ؛ فإني سمعت ابن عباس ـ رضياللهعنهما ـ يقول : سمعت رسول الله (ص) [٥٧ ب] يقول : «من أراد أن يتبوّأ مقعده من النار فلينظر إلى وقوف الناس بين يديه في المجالس» ؛ وأما ما ذكرت من أمر التسمية التي سمّيتك يا هشام! فإني سمعت الله ـ عزّ
__________________
(٤٨٩) مرّت ترجمة أخيه برقم ٧٠. ولم نجد لعبد الله هذا خبرا في المصادر المتوفرة. أما علي بن الحسين بن نصر فهو الكرابيسي الباب دستاني الذي ستأتي ترجمته برقم ٩٢٦.