أحمد فقال : كيف رأيت نسف؟ قال : رأيت بها ثلاثة أشياء ، لم أر بالعراق ولا بخراسان لهم نظيرا قال : ما ذاك؟ قال : رأيت بها مفتيا عالما يقال له : طفيل بن زيد لم أر بالعراق ولا بخراسان له نظيرا ، ورأيت من أهل السلطنة رجلا يقال له : موسى بن سلام لم أر له نظيرا ، ورأيت بها عنبا لم أر مثله ، قال : أما العنب فيحمل إليّ ووجّه قاصدا ومعه كتاب إلى طفيل وموسى يستقدمهما عليه ، فلما كان الليل وجه طفيل إلى فاليزي (١) له وسأله أن يحضر حمارا بعد نومه ، ففرّ إلى خزار فأتاه الرسول من الغد فلم يجده ، فأراد التشديد على أهله فذكروا له حاله ، فترك ذلك. وأما موسى فقد استغنم ذلك وخرج إليه فقواه بعشرة من الفرسان ضمّ إليه ، وولّاه المفازة وطلب الدّعّار ، فكان على ذلك إلى أن مات ليلة الاثنين العاشر من ذي القعدة سنة ثمان وسبعين ومائتين.
قال : أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ [٥٢ أ] أبو علي الحسن بن عبد الملك بن الحسين النسفي رحمهالله قال : أخبرنا الشيخ الإمام الخطيب أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري قال : أخبرنا ابو عبد الله محمد بن أبي بكر الحافظ قال : حدثنا أبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي قال : حدثنا أبو الحارث أسد بن حمدويه قال : حدثنا أبو زيد الطفيل بن زيد التميمي وكان قاضي نسف أكثر من خمسين سنة قال : حدثنا محمد بن سلام البيكندي عن عبدة بن سليمان قال : حدثنا سعد بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن ابن سفينة عن أم سلمة ـ رضياللهعنها ـ قالت : قال رسول الله (ص) : «من قال عند مصيبة («إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) ، اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها ، آجره الله تعالى ، وأخلف له بخير منها» قالت أم سلمة : فيسّر الله أن قلتها حين مات أبو سلمة ، فأخلف الله تعالى لي رسول الله (ص).
٤٦٥. أبو أحمد طالب بن علي بن الحسن بن طورخار الشيركثّي النّسفيّ
والد أبي الحسين محمد بن طالب. روى عن محمد بن إسماعيل البخاري ومحمد بن عبد الله ابن يزيد المقرئ ، روى عنه ابنه ، مات في شهر رمضان لثلاث بقين [منه] سنة ثمان وثمانين ومائتين.
قال : وأخبرنا الشيخ الحافظ أبو علي هذا رحمهالله قال : أخبرنا الشيخ الإمام الخطيب أبو العباس
__________________
(١) معربة من پاليزبان وتعني البستاني. ويقال للحارس فاليز (برهان قاطع : پاليزبان).
(٤٦٥) الأنساب ٣ / ٤٩٧.