وقبره بها. وبورنمد : على مرحلتين من سمرقند.
قال : وبه عن أبي سعد قال : حدثني الفضيل بن العباس قال : حدثنا محمد بن المنذر الهروي قال : حدثنا محمد بن يعقوب الرملي قال : حدثنا إسحاق بن حفص قال : حدثني إبراهيم بن شماس قال : حدثني صالح بن جعفر ـ وكان رفيق إبراهيم بن أدهم ـ قال : كان إبراهيم بن أدهم مع قوم ، فمر رجل راكب على دابة له ، فاستسمجوه فقال إبراهيم : يا سبحان الله كيف ترفع أعمالكم وفي قلوبكم لإخوانكم هذا.
وحكي عن إبراهيم بن شماس أنه قال : كنا خرجنا في طلب العدو وكان صالح بن جعفر السمرقندي معنا فحمّ صالح حمّى نافضا (١) ، فرأيته واضعا رأسه على الأرض وهو يرتعد ، فقلت في نفسي : إن أتيته الآن بشيء يضعه تحت رأسه أبى عليّ فعمدت إلى مخلاة فحشوتها تبنا ، فأتيته بها فقلت : رحمك الله ، لو وضعت رأسك على هذه ، فنظر وقال : يا أبا إسحاق! إن من يصبر يصبر قليلا ، ومن ينعم ينعم قليلا ، وأبى أن يضع رأسه عليها فتوفي في مرضه ببورنمد.
قال نجم الدين : وقد قلت :
تحمّل أقوام قليل مشقّة |
|
ليفضوا إلى الروح المؤبّد في الحشر |
ونحن تعجّلنا قليل تمتّع |
|
لطول عناء في القيامة والقبر |
٤١٥. صالح بن عيسى الخلقانيّ السّمرقنديّ
قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو حفص عمر بن أحمد الشبيبي رحمهالله قال : أخبرنا الشيخ أبو حفص عمر بن أحمد الشاهيني قال : أخبرنا الحافظ أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال : روى صالح بن عيسى الخلقاني السمرقندي عن الحسين بن عيسى البكري السمرقندي عن عبد العزيز ابن أبان قال : حدثنا سفيان عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضياللهعنهما ـ : «أن رسول الله (ص) أسهم لرجل ولفرسه ثلاثة أسهم ، للرجل سهم وللفرس سهمان».
__________________
(١) في الأصل جمّانا فضا. وطبعت في طبعة الفاريابي هكذا. والصواب ما أثبتناه. والحمى النافض هي التي يرتعد فيها الإنسان لشدّتها. وما زالت تدعى في العراق : النّفّاضة.
(٤١٥) الخلقاني : نسبة إلى بيع الخلق من الثياب وغيرها.