سرادق أسود وكان يضمّر فيه خيله لعظمه ، وكان على شرطيه عبد الله بن أبي عقيل عم الحجاج ابن يوسف ، ثم رجع سعيد إلى العراق وأخرج مع نفسه جماعة كان ارتهنهم من خاتون من أبناء الدهاقين ، فاستعملهم في حرث له بالمدينة ، فتعاووا عليه يوما بخناجرهم ، وقتلوه فالتجأوا إلى جبل هناك فحوصروا فيه حتى ماتوا عطشا ، فقالت بنت لسعيد من يبكي أبي ببيتين من شعر هما في نفسي ، فله جارية برحالتها وما عليها ، فقالوا في ذلك ، فلم يصنعوا شيئا فجاءها (١) حينئذ فأنشدها :
يا عين أذري دمعة |
|
وابكي الشهيد ابن الشهيد |
فلقد قتلت بغرة |
|
وجلبت حتفك من بعيد |
فقالت : هذا ما أردت ، ودفعت إليه الجارية برحالتها.
قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو حفص عمر بن أحمد الشبيبي رحمهالله قال : أخبرنا الشيخ أبو حفص عمر بن أحمد الفارسي الشاهيني قال : أخبرنا الحافظ أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الإدريسي قال : حدثني الفضيل بن العباس الهروي بسمرقند قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب قال : حدثنا عبد الله بن مصعب عن أبيه مصعب بن بشر قال : أخبرنا عبد الله بن عبد الخالق ابن عبد الله المروزي من باب سلم وكان قرابة سلم بن أحوز عن أبيه قال : خطبنا سعيد بن عثمان ابن عفان ـ رضياللهعنهما ـ على منبر مرو في المسجد الداخلة وكان عاملا لمعاوية بن أبي سفيان على خراسان قال : سمعت أبي عثمان بن عفان رضى الله عنه يقول : قال رسول الله (ص) : «من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل».
٢٨٧. سعيد الحرشي
__________________
(١) كذا في الأصل ، ويبدو أن اسم الشاعر قد سقط.
(٢٨٧) تاريخ الطبري (٦ / ٢١٩) واسمه الكامل هناك : سعيد بن عمرو بن الأسود بن مالك ... تولّى خراسان سنة ١٠٣ ه على عهد يزيد بن عبد الملك. وكانت له مع الترك وقائع ذكرها الطبري (حوادث السنوات ١٠٣ ، ١٠٤ ، ١١٢ ه). وخبر إرسال المهدي إياه لقتال المقنع الكندي (انتحر سنة ١٦١ ه) لدى الطبري (٨ / ١٣٥) وقد حاصره بمدينة كش إلى أن انتحر بشربه السم. وجهه المهدي سنة ١٦٨ ه إلى طبرستان في ٤٠ ألف رجل (الطبري ٨ / ١٦٧). وخلال حكم الرشيد جاء ب ٤٠٠ بطل من طبرستان فأسلموا على ـ