واسع وبرد مولى أنس بن مالك والضحاك بن مزاحم وليث بن أبي سليم وزياد بن مهران راوية أنس بن مالك رضى الله عنه. وخليد بن حسان وأبو العالية وغيرهم. ووقعت فتنة بالبصرة فأراد أبو العالية أن يخرج منها فسمع مناديا ينادي : يا متوكّل. فأقام.
قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو حفص عمر بن أحمد الشبيبي قال : أخبرنا الشيخ أبو حفص الشاهيني قال : أخبرنا الحافظ أبو سعد الإدريسي قال : حدثنا أبو يحيى قال : أخبرنا محمد بن نصر قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ قال : حدثنا أبي قال : حدثنا شعبة عن عاصم الأحول ، عن أبي العالية ، عن ثوبان رضى الله عنه قال : وكان ثوبان رضى الله عنه مولى رسول الله (ص) : قال رسول الله (ص) : «من يتكفّل لي أن لا يسأل الناس أحدا شيئا ، أتكفّل له بالجنة». فقال ثوبان : أنا ، فكان لا يسأل أحدا شيئا.
٢٤٩. أبو المظفر رافع بن الليث بن نصر بن سيّار الكنانيّ
والي سمرقند الذي حاربه هرثمة بن أعين سنين وأخذه وأخرجه من سمرقند سنة أربع وتسعين ومائة.
حكي عن أحمد بن نصر العتكي أيام فتنة أبي المظفر رافع بن الليث الكناني بسمرقند ، جلس في بيته وكان الناس يخرجون نوبا يحفظون السور بالليالي فأخرجوه كرها ، فاتخذ سيفا من خشب ولم يعلم أحد أنه من خشب فكان يصلّي الليل كله ، فأغفى فأتاه آت فجعل يغلظ له القول ويقول : أأنت تخرج في قتال المسلمين؟ فقال : ليس معي سلاح وسيفي من خشب ، فقال : ومن يعلم أنّ سيفك من خشب أليس يراك الناس وقد خرجت مع السيف؟ فانتبه مذعورا ورجع ولم يعد إليهم بعد ذلك. وذكر السلاميّ في تاريخه أن هرثمة أنفذ إليه الأمان فردّه وكتب هرثمة
__________________
(٢٤٩) هو رافع بن الليث بن سيار الذي قال الطبري (٨ / ٣١٩) : إنه ثار سنة ١٩٠ ه بسمرقند وخلع هارون الرشيد ونزع يده من طاعته ، وقد بايعه أهل سمرقند ورأسوه عليهم وأيّده أهل ماوراء النهر (ص ٣٢٠) وكتب إليه أهل نسف يعطونه الطاعة (ص ٣٢٣). أما دخول هرثمة إلى سمرقند فقد بدأ في ١٩٣ ه (الطبري ٨ / ٣٧٣) حيث دخل إلى حائط سمرقند فلجأ رافع إلى المدينة الداخلة وراسل الترك فوافوه فصار هرثمة بين رافع والترك ، ثم انصرف الترك فضعف رافع ؛ تاريخ مختصر الدول ٢٢٤ ـ ٢٢٥ الذي تحدث عن ثورته وعن إلقاء القبض على أخيه بشير وقتله بين يدي الرشيد بطوس في آخر لحظات حياة الرشيد.