هذه (١) : الخدمة تخصهم بالسلام التام الكامل ، والود الشامخ الشامل ، وتتحفهم بالتحيات المباركات ، والمحامد المتداركات ، وتصف رفع الأدعية الصالحة وتنشر ألوية الأثنية الفاتحة ، وتبدي إلى علومهم الكريمة أن الله تعالى فرق المنافع في أرضه ، وأغاث البقاع بما شاء من عمره دبر ضده ، رتب العقاقير في الأقطار فضلا ونعمة ، وأنزل الداء والدواء حكمة ورحمة ، وزين السماء بالنور اللائح من السراج الوهاج ، وأحيا الأرض من الماء العذب الفرات ، والملح الأجاج ، ومنح البحار بما اختار من العجائب وخص البلاد بما أراد من الغرائب يا لها غرائب أغربت العين ، وظهرت بما شاء وأذهلت العقول وحيرت الفكر.
فمنها : الماء الحاكم بفسخ عقد الجراد الأمر بالعدل والإحسان إلى البلاد الوارد بالخير الوافد ، يميل ..... (١) الرافع الضيم والضمير ، الجامع شمل غريب الطير المهدي راحة الأرواح ..... الطائر بجناح النجاح والمبشر بالأمن بعد الخوف ، الواصل بعطب أبا ..... (٢) وأمهات عوف (٣). الذي جدير به أن يدعى ماء الحياة ، وأن ينظم له عقد الأمرة على سائر المياه. باله ما يقل عنده / (٤٣ و) م المال وتشرئب إليه أعناق الآمال فلو عاينته العيون الصافية لأغضت حياء عن محاسنه واقية ولو شاهده ماء الفرات لشهد أنه أحلى من قطر النبات ، ولو رآه النيل لمشى بين يديه وأشار بأصابعه ذات الأيادي إليه ، وقد توجه المشايخ الأكابر الصلحاء الأجلاء فلان وفلان وفلان أعاد الله بركتهم ، وبلغهم أقصى طلبهم وبغيتهم بسبب تحصيل الماء المذكور وإحضاره وكشف ما خفي من مكنون أسراره ليبلغ أهل الشام به المراد ويقطع بيد مرسلة عنهم رجل الجراد ، وتقر العيون ويسر الآباء والبنون ، وتنشرح الصدور
__________________
أقف على قصة السمرمر.
(١) في الأصل : (الميز) لعلها الميزان.
(٢) رسم الكلمة (العناضب)
(٣) أم عوف : الجراد (القاموس المحيط : العوف)