[عشق امرأة]
وذكر أبو القاسم محمد بن عبد الرحمن الشيزري في كتابه المذكور قال : شاهدت امرأة من أهل شيزر تزوجت رجلا جنديا أعجميا يقال له يوسف وكانت تجد به وجدا شديدا حتى كانت لا تصبر عنه لحظة ، وكان إذا مضى إلى نوبته في القلعة تتزر وتظل قائمة قباله (١) حتى ينصرف ، فإذا دخل عليها لاعبها ، وقبلها ، فيسكن بعض ما تجد ، فدخل عليها مغيظا من كلام جرى بينه وبين مقدمه : فلما دخل أرادت منه العادة ، فلم يلتفت إليها ، ولاهش بها ، فظنت أن ذلك لسبب حدث منها ، فارتاعت ، وجزعت ، فمكث ساعة عندها ، لم يرفع طرفه إليها ، فقوي عندها فلما خرج ، خرجت خلفه كعادتها ، فانتهرها ، فلم تشك أن غيظه لأجلها ، فجعلت في رقبتها حبل وشدته في السقف ، فاختنقت به ، وماتت.
[الظاهر والرجل وغلام نصراني]
وقال الوداعي (٢) : حكى الأمير شهاب الدين أحمد العقيلي (٣) : أن شرف العلا هوى غلاما نصرانيا. وتهتك فيه حتى لبس المسح. وتزي بزي الرهبان. وكان يتبع الغلام حيث توجه. فاتفق أن الظاهر بن صلاح الدين (٤) سمع بحاله فبينما هو
__________________
(١) رسم الكلمة في الأصل : «معان» لعلها كما ذكرنا.
(٢) الوادعي : عله : علي بن المظفر بن إبراهيم الكندي الوداعي. علاء الدين. ويقال له ابن عرفة (٦٤٠ ـ ٧١٦ ه). أديب متفنن ، شاعر وعارف بالحديث والقراءات. من أهل الاسكندرية (معجم الاعلام : ٥٣٩).
(٣) غير منقوطه لعلها كما ذكرنا.
(٤) الظاهر بن صلاح الدين : غياث الدين ، أبو منصور ، غازي. ولد بمصر عام ٥٦٨ ه. تملك حلب ثلاثين سنة ، كان بديع الحسن في صباه ، مليح الشكل ، له عقل وغور ودهاء. كان يجزل العطاء بالهدايا السنية. ويكرم الرسل والشعراء والقصاد. عمرت دولته بالعلماء شهد معظم غزوات والده عمر أسوار حلب. (تهذيب سير أعلام النبلاء : ٣ / ١٣٦).