[ذكر القني المتفرعة عن القناة العظمى]
[القناة العظمى](١)
هذه القناة ، قيل : هي «عين إبراهيم الخليل عليه السلام وهي تأتي من حيلان. قرية شمالي حلب ـ وقيل : إن الملك الذي بنى حلب وزن ماءها إلى وسط المدينة وبنى عليها. وهي تأتي إلى (مشهد العافية) تحت (بعاذين) وتركب بعد ذلك على بناء محكم. رفع لها لانخفاض الأرض في ذلك الموضع. ثم تمر إلى أن تصل إلى (بابلي) وهي ظاهرة في مواضع عدة. ثم تمر في جباب قد حفرت لها إلى أن تنتهي إلى (باب القناة) وتظهر في ذلك المكان ، ثم تمر تحت الأرض إلى ان تدخل إلى (باب الأربعين) وتنقسم في طرق متعددة إلى البلد ، وقيل : إن الملك الذي بنى حلب لما انتهت القناة أعطى للصانع الذي ساق الماء عليها مائة ألف دينار.
ولأهل حلب صهاريج في دورهم فيها الماء منها إلا ما كان من الأمكنة المرتفعة «كالعقبة» و (قلعة الشريف) فإن صهاريجهم من المطر. وكان الذي حفرها أجراها إلى كنيسته التي جددتها هيلاني ؛ أم قسطنطين. وصارت كما قدمنا مدرسة.
وقيل : إن القناة دثرت ، وإن عبد الملك بن مروان جددها في ولايته والذي أدخلها إلى حلب الشيخ الأمين بن الفصيصي ، الذي تغلب على (قنسرين). ولم يدخلها داره حتى لا يقال عنه : لحظ نفسه.
__________________
(١) لقد ذكر سبط بن العجمي العنوان هذا في بداية الفصل لكن لم يبق منه في الأصل سوى ورقة واحدة ، وبمراجعتنا لما تضمنته وجدنا أنه ينقل حرفيا عن ابن شداد ويضيف بعض التعقيبات المحدودة يبدأها بكلمة (قلت). وإتماما. للفائدة رأينا استكمال الموضوع من كتاب (الأعلاق الخطيرة : ١ / ١ / ٣٣٩) حيث ينقل سبط بن العجمي وأشرنا إلى ورقة الأصل في مكان ورودها. مع ما تتطلبه من تحقيق طبعا.