«درب الحدادين» :
هو الذي به الحدادية المتقدم ذكرها في المدارس.
وبهذا الدرب مسجدان كان أحدهما فوق الحوض الذي كان على باب المدرسة وتقدم أن اقجا (١) خربه (٢) ، وجدد هناك حوضا كبيرا ، والمسجد الآخر باق وقد كان جدده زوجة الحمزاوي ـ كافل حلب ـ ثم جدده بعض التجار. وبرأس هذا الدرب بالقرب من السفاحية حمام ميخان. انتهى.
__________________
ـ صبيحة يوم الاثنين سلخ رمضان سنة ست وعشرين وثمانمائة بعد أن طال مرضه. وكانت أمور المملكة في مدة مرضه لا تصدر إلا عن رأيه وتدبيره وكان يجتمع بالسلطان خلوة. وأبوه عبد الرحمن خدم نائب الكرك حتى قرره في كتابة السر ثم تحول إلى حلب فخدم كمشبغا الكبير. وقدم معه القاهرة صاحب ديوانه. ونشأ علم الدين هذا ترفا صلفا مسعود الحركات وصاهر ابن أبي الفرج. وكان أخوه خليل أسن منه. ثم اتصلا بشيخ نائب الشام قبل سلطنته فخدماه وهو ينوب في طرابلس ثم في دمشق. ثم في حلب ثم قدما معه إلى القاهرة فعظم شأنهما وباشر علم الدين نظر الجيش بطرابلس ثم بدمشق. وامتحن هو وأخوه في وقعة صرخد وصودر ثم لما تسلطن شيخ تقرر في نظر الجيش ثم اختص بالظاهر ططر وتقرر عنده كاتب السر. وكان دينا. يتعفف عن الفواحش. ويلازم مجالس أهل الخير مع طول الصمت. ومن حسناته أنه لما كان بسقحب صحبه الظاهر راجعا إلى مصر استأذنه في زيارة القدس فتوجه من طريق نابلس فشكى إليه أهل القدس والخليل ما أضربهم من أمر الجباية. وكانت لنائبه بالقدس. ويحصل منها لفلاحي القرى إجحاف شديد ويحصل للنائب ألوف الدنانير ولمن يتولى استخراج ذلك ضعفه. فلما رجع استأذن السلطان في إبطال هذه المظلمة فأذن له فكتب مراسيم وقرئت بالقدس والخليل فكثر الدعاء بسبب ذلك. وهو الذي أنشأ الميضأة بالقرب من الحمام المذكور على الشارع.». وأيضا (م*).
أ ـ م* : «خازندار».
ب ـ ف : حاشية في الأصل : «قال في الذيل : ولقد رأيت الحوض ورأيت اقجا الخازندار وهو يخربه ولا ينكر عليه أحد بلسانه».